فعلا أنتِ " هبلا " يا ميركل …
إلى " الهَبْلا" أنجيلا ميركل …
دكتور محمد علي عكور
مسكينةٌ أنتِ يا ميركل ، فأصغر مسؤول فاشل عندنا " لهَطَ" مناسف على عدد شعر رأسك وهو يتفتّل بين الدواوين معزوما عند هذا وذاك…ألا تعلمين أن تغيير رئيس أصغر جمعية أو هيئة أو مؤسسة في بلادنا العربية أصعب من تنازلك…ألا تعلمين يا ميركل أن أصغر مسؤول في بلادنا العربية أكثر منك مالا وأذنابا …
أهكذا تتنازلين عن عرش ألمانيا العظمى بإرادتك … ؟ تتنازلين بلا اعتقالات ولا تحشيد للمناشدين بالبقاء في العرش إلى الأبد ….ألا تعلمين بأن غيرك ذبح شعبه وسفك دماءه من أجل عرش بلاده الغارقة في وحل الضياع والفقر والهزيمة…؟
تتركين الرئاسة وما زلتِ في شقّة ضمن عمارة بلا حرس ولا خدم ، وتذهبين إلى عملك دون عرط ولا استعراض بالسيارة المظللة مع النظارات السوداء والنظر إلى الناس من شرفة الاستبداد مثل مسؤولينا العماليق…
تتنازلين عن العرش بعدما تحولت ألمانيا إلى أعظم قوة في أوروبا ورابع قوة في العالم…دخلتِ الرئاسة عام ٢٠٠٥ وديون ألمانيا ٩٣ مليار ، وخلال عامين تصبح الديون ٩ مليارات فقط….
أيتها " الهبلا" لماذا لا تتعلمين من حكوماتنا التي ترتفع بديوننا مع كل قَسَمٍ كاذب بالإخلاص للوطن …. لماذا لم تتعلمي من حكوماتنا التي تفتتح إنجازاتها بوعود خيالية ، وتختتمها بقضايا فساد ناعمة وديون صامتة..
تحتفظين باسم زوجك الأول " أوليرخ ميركل" الذي طلّقك ليبقى وَسْمًا لك في محافل الدنيا ، ولم تتعلمي من نسائنا اللواتي يجعلن من الطلاق حفلةً للردح والتكفير والتشويه المختوم بعبارة الضحيّة " حسبي الله ونعم الوكيل" واللواتي يمسحن وجوده من عقول أبنائه فضلا عن الناس…
لم تقف ميركل أمام عدسات الفيسبوك كما يقف في بلادنا مراهقون في السياسة والعمل الاجتماعي يتورّمون بأفعال فارغة ، ويجعلون من الحبّة قبّة ومن النملة فيلا… لم تتحدث ميركل عن نفسها ولم تجمع أذنابها والأقلام العارية ليكتبوا عن عظمتها وعظيم إنجازها …لم تغلق بابها في وجه مواطنيها كما يغلقه أصغر مسؤول محروس بترسانة من السكرتيرات الكاذبات ، حيث معاليه أو عطوفته في اجتماعات دائمة ومؤتمرات خطيرة . ولم تستحوذ على الوظائف لجماعتها ، ولم ترفع دعوة في الجرائم الالكتروتية على من ينتقدها ، ولم تقل لأحد " لا أنت ولا الأكبر منك بطلعله يحكي معي…
ميركل هدمت جدار برلين فعليا ، وجعلت من ألمانيا اقتصادا عملاقا ، وما زال مسؤولونا مشغولين في بناء الجدران بينهم وبيننا ، وبينهم وبين البلاد لتكون إخفاقاتهم مستورة خلف جدران التضليل والإعلام المُرجف الكاذب…
فعلا أنت " هبلا " يا ميركل…