مواسم الزيتون..ومعاصره
ابراهيم عبد المجيد القيسي _اليوم؛ لا شاردة او واردة، تفوت عن اهتمام وزارة الزراعة، وهذا ليس ادعاء، بل هي القناعة التي تستقر في ذهن المتابع المعني بالزراعة وبمنتجاتها المحلية والمستوردة المختلفة..
ولنتحدث عن موسم قطاف الزيتون مثلا، موسم قد يكون كسابقه في الانتاج، وربما يزيد قليلا، حيث من المتوقع أن يكون انتاجنا المحلي من زيت الزيتون أكثر من 23 ألف طن زيت، انتاج يحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الغذائية، ويفوق حاجتنا المحلية التي تبلغ أقل من 19 الف طن سنويا، ويضع الأردن في مرتبة متقدمة بين الدول المنتجة لزيت الزيتون حول العالم، دون الأخذ بالحسبان مساحة الرقعة الزراعية والمياه وعدد السكان، فهي جميعها متواضعة اذا ما قورنت ببعض الدول المنتجة للزيت، والتي تتصدر التصنيفات العالمية في غزارة أو حجم الانتاج.
تنظم وزارة الزراعة موسم قطاف وعصر الزيتون، وتتواصل حد التوافق مع نقابة أصحاب المعاصر، وفي هذا الموسم طالبت الوزارة من نقابة معاصر الزيتون، بتثبيت سعر عصر كيلو زيت الزيتون، كما كان في السنوات السابقة (65 قرشا)، وهو طلب قوبل بالموافقة من قبل نقابة أصحاب المعاصر، رغم تأثرهم بارتفاع الكلف لتشغيل المعاصر ولتعبئة الزيت ضمن المواصفات المطلوبة محليا وعالميا، وحين وجهت السؤال لنائب نقيب أصحاب معاصر الزيتون، المهندس تيسير النجداوي عن احتساب الجفت، من ضمن أجرة عملية العصر، أجاب بأن هناك منتجَين عرضيين لعملية العصر، «الجفت والزيبار»، وربما يكون للجفت استخدامات بسيطة، لكن التخلص من الزيبار يكلف المعاصر كثيرا، وأية مخالفة لتعليمات التخلص من الزيبار تجعلنا عرضة لعقوبات بيئية وصحية وتحت طائلة المساءلة القانونية، وقد جرت العادة حتى قبل سنوات قليلة، أن تقوم المعاصر بالتخلص من هذين المنتجين، ولا يمكننا مثلا أن نقول للمزارع الذي جلب كمية من الزيتون بأن عليه دفع تكاليف التخلص من الزيبار، أي أن من مسؤولية المعصرة التخلص من هذين المنتجين بعد عملية عصر الزيتون.
وزارة الزراعة تتقدم بشكل واضح ومستقر في تنظيم القطاع الزراعي، وتوفر حماية للمزارع وللمنتجات الزراعية المحلية، وتحافظ على مصلحة المستثمر في هذا القطاع، كما تتوخى العدالة بالنسبة للمستهلك في أسعار المنتجات الزراعية، وبالطبع سلامة هذه المنتجات غذائيا وصحيا..
حيث تسعى لتثبيت مناسبات وطنية محلية متعلقة بمواسم الحصاد والقطاف، في كل المحاصيل التي تنتجها ارضنا الأردنية، وهي مناسبات قد تكون متعلقة بفئات من الأردنيين العاملين بقطاعات ما، لكن لها بعدا وطنيا مطلوبا، ينشر ثقافة قد تكون جديدة على مجتمعنا ودولتنا الصامدة، وحين يكون هناك عيد او يوم وطني لبداية انطلاق قطاف النخيل او الزيتون او حصاد القمح.. فهذا فعل جميل له ابعاد متعلقة بالدولة وهويتها وقطاعاتها الانتاجية، وقد نتحدث في مقالة أخرى عن مثل هذه الثقافة والتوجه الوطني الذي يستحق منا المتابعة والإشادة أيضا، فهناك بعض الشعوب تحتفل بعيد البندورة او عيد الثوم او البرتقال.. وعلى هامش فعاليات كرنفالية، يتم عرض منتجات وأيام تسوق والعديد من النشاطات، التي كنا وحين نشاهدها على الشاشات نعتبرها من غرائب وعجائب الشعوب، بينما هي في الحقيقة ملامح هوية ودعاية وطنية لتلك الدول وشعوبها.
موسم قطاف الزيتون وثم عصره لاستخلاص الزيت، يحتاج يوما وطنيا احتفاليا يؤكد احترامنا لأرضنا وبركة ترابها، ويعمق ارتباطنا وتعلقنا بهويتنا، نستشعره بطعم الزيت في كل لقمة نغمسها .