رأس الدولة والعشائر الأردنية والمستشارية العشائرية وخطوط التواصل ...
خاص- حسن صفيره
في الخطاب الملكي ثمة لغة أبوية وسمت العلاقة بين رأس هرم الدولة والبنية المجتمعية لعموم المواطنين، فيما جلالة الملك يؤكد في كل محضر ومحفل خلال زياراته ولقاءاته ابناء الأردن، بأن لا فصل بين القيادة الهاشمية والمكون العشائري، حيث يربض الوطن على العباءة الهاشمية الأردنية بكل فخر واعتزاز، طالما ترجمه جلالته في الزيارات الملكية للمحافظات، بالتأكيد على اعتزازه بالعشيرة الأردنية التي وصفها بالأهل والعشيرة الكبيرة " اعتز بالعشيرة لأنهم أهلي وعشيرتي الكبيرة ".
وعلى مدار مائة عام من عمر الدولة الأردنية، ظل مفهوم العشيرة رديفا لبنيان وكيان الدولة، وقد سارت العشيرة الأردنية جنبا الى جنب ونشأة الدولة ومؤسسها الملك عبدالله الأول بن الحسين، بعد أن ساندت أبيه الشريف حسين بن علي منذ انطلاق الشرارة الاولى لقيام الثورة العربية الكبرى، التي أذنت ببداية عهد جديد للأمة العربية قاطبة.
وقفت العشائر الأردنية وقفة رجلٍ فارسٍ منذ عهد الإمارة لشرق الأردن، مطلع العشرينيات من القرن الماضي، موشحةُ ولاءها السياسي بالانتماء للقيادة الهاشمية لحين استقلال المملكة وصولا لمحطة المئوية ولا زالت الدرع المتين لقوام الدولة .
العشائر الأردني، لم تكن فئة مجتمعية او مكون اجتماعي بقدر ما كانت عليه من لاعب أساسي ورئيسي في نشأة الدولة ، وقد كان رجالاتها اصحاب وعي سياسي كان من شأنه ترسيخ دعائم وجود الدولة، والحفاظ على مكتسباتها والبناء عليها ، مع ما يعنيه الدور العشائري من دعائم لبنيان الدولة، بثبات موقفها وتكاتفها والتفافها حول القيادة والمواطن في سبيل المصلحة العامة.
جلالة الملك، والذي دأب على تأكيد دور العشيرة الأردنية في صياغة مفهوم ديمومة قوة الدولة، لم يتوانَ عن التصريح بأن العشيرة عززت تقدم ووجود وثبات الأردن، فهي "الركن القوي التي تستند له الدولة الأردنية منذ تأسيسها”، لتظل العشائر الأردنية متراس صخر ، وسياج وطن لا سبيل لشقه .
ممثلو وكبار العشائر طالما أبدعوا في تبيان مواقفهم من الدولة الأردنية وقيادتها، وكان لموقفهم وكلمتهم ازاء القيادة الهاشمية الدرع الحقيقي والواقي لاية اختراقات تستهدف شق العشائر لايمانهم بأن العشائر هي الوطن، وولائهم لا بد أن يكون للقيادة التي انتقلت بالدولة الأردنية من مشروع امارة شرقي البلاد الى دولة حفرت موقعها على خارطة العالم السياسي وباقتدار.
العشائر عماد الاردن ومتاريس بشرية قدمت النفيس من ابنائها في سبيل حفظ امان الوطن ورفعته، وقدمت كوكبة من شهداء الواجب كل في موقعه حين جابه الأردن خطر الارهاب، ، وكانت حريصة بحجم عشقها لثرى هذا البلد لكل متصيد او مستغل لوجودها، بل وحطمت بايمانها وارادتها مخططات من ارادوا اختراق نسيج الأردنيين ولحمتهم، لتظل الشريان النابض بالولاء والانتماء الدافق بقوة نحو اردن اكثر امنا وامان.
العشيرة الأردنية، وامام زيارات جلالة الملك لمحافظاتهم، يستذكرون الملك الباني الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ليجدون أنفسهم أمام ذاك الشبل من ذاك الأسد، لتتجدد البيعة مع كل تلويحة هاشمية اثلجت صدور الأردنيين في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها، وقد تضاعفت ثقة العشائر بمليكهم لتترسخ وبقوة متانة العلاقة بين العشائر الأردنية والقيادة ، ولتتأكد كذلك الرؤية الملكية بأن العشائر لبنة اولى في حاضرة الهاشميين وخاصرة الوطن الاردني العربي الهاشمي.
ولعل مستشارية العشائر الأردنية لعبت دورا مهما في مد الجسور مابين الشعب وعشائره من جهة وما بين الديوان الملكي من جهة اخرى وقد نمت هذه العلاقة بشكل مضطرد بُعيد تعيين الدكتور عاطف الحجايا مستشار لجلالة الملك المعظم لشؤون العشائر والذي عمل منذ وصوله لهذا الموقع على التواصل مع كافة شرائح المجتمع كخطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز سياسة الحوار المفتوح وتلمس والحاجيات ونقل الهموم والمطالب بامانة إلى صاحب القرار، وقد اجرت المستشارية عدد من اللقاءات مع ابناء البادية ووجهاءها وشيوخها كما نظمت اجتماعات مع وجهاء المخيمات والمدن والمحافظات الاردنية.
هذا النشاط الملحوظ لمستشار جلالة الملك والكوادر الوظيفية في هذه المؤسسة عززت الثقة وزادت من التلاحم الشعبي مع قيادته وارست قواعد مهمة في ماهية التعامل مع اهم اجزاء النظام الأردني ومن هنا نجد أن المفاصل والارهاصات والفتن التي مر بها الأردن كانت تعبر كزوبعة في فنجان ويتخطى الوطن تبعاتها بكل اقتدار ويعود الفضل بذلك بعد الله للوعي والحكمة للشعب الأردني واول مكوناته هي العشائر التي سرعان ما تلتف حول قيادتها بقوة وتكون لها كالسوار حول المعصم ونهاية نقول حمى الله الوطن وقيادته وعشائره وشعبه من كل مكروه.