نهاية فيسبوك
فارس الحباشنة_ممالك فيسبوك وتوتير وانستغرام ومسنجر تهاوت .. وليلة يوم الاثنين وساعات تعطل تطبيقات فيسبوك لم تكن عادية، ولم تمر بالزمن العادي والطبيعي، نعم امتد
العطل من الساعة السادسة مساءا الى 12 ليلا، ولكن الامر بدا دهرا، وزمنا مطبقا، وانقلبت احوال الناس، وتناثرت الاسئلة عما اصاب العملاق الاسطوري «الفيسبوك واخواته .
لاول مرة من تاريخ انطلاق فيسبوك يقع عطل فني يمتد لهذه المدة الزمنية . الناس هرعوا خوفا، وخبر التعطل تصدر وسائل الاعلام، وكيف يمكن ان يعيش الناس دون فيسبوك، وكيف يمكن ان يتواصلوا ؟ وما هو البديل ؟ وهل سيتكرر هذا العطل الفني ؟ وهل ان «مملكة مارك» ضربت في عرش تربعها على عالم تكنولوجيا الاتصالات والثورة الرقمية في العالم الجديد؟
كل مواطن عاش تجربة خاصة مع انقطاع الانترنت والخلل الفني الذي اصاب فايسبوك واخواتها . تلفون دون «واتس اب « والتطبيق تحول الى كتلة صماء لا ترسل ولا تستجيب، ومسينجر ابو الاسرار، وخزان الكلام السري لا يسمع ولا يستجيب، وانستغرام بحر الالوان والعالم الافتراضي الجميل تحول الى كابوس لعين يسكن في هاتفك الخليوي الاصم .
كانت الفرصة لتوتير، و»جماعة توتير « في فترة الانقطاع كانوا شديدي التشفي في فايسبوك واخواته، وما اصاب ممالك تطبيقات الاتصالات الحديثة، وشهد توتير في الساعات الاولى للعطل وانقطاع خدمة فايسبوك هجرة جماعية من جماهير التطبيقات المنكوبة .
عطل وخلل فني فضح تابعية كونية لتطبيقات فايسبوك واخواتها . كيف يعيش الناس دون فايسبوك؟ وكيف يتواصلون ويتفاعلون ويتلقون الاخبار ؟
و كما بدا ان الانسان محاصر بوهم الالكتروني، وخرافات مستبدة تتحكم في حياته الاجتماعية والانسانية، وان الانسان ليس حرا، وان فكرة اللحرية كذبة كبرى، وانه منقاد وراء استبداد الالكتروني لا مرئي .
والسؤال الاهم، والاكثر الالحاحا، ومن الواجب ان يطرح، هل يمكن العيش دون فايسبوك ؟ لربما لا اجد ان الجواب سهلا وعاديا، ولا يمكن قبول اجابة اعتباطية ومتسرعة .
كيف لانسان نما وتطور وعاش مع وسائل تواصل اجتماعي، كانت شريك اجتماعي وبيولوجي ونفسي وانساني وذهني في حياته .. تعيش يوميا
معه، ياكل ويشرب ويتنفس، ويحب ويكره، ويمرض ويشفى، وينام ويستقيظ، وكل حواسه ومشاعره وعقله الباطن واللاوعي، وغزائره والمكبوت والظاهر .
ولو تفتشنا في حياتنا الاجتماعية والانسانية، لاكتشفنا كم ان مفاهيم كثيرة يسيطر عليها فايسبوك ويوجهها ويعيد تعريفها .. الصداقة والحب والفرح والحزن والزمن، واللهو والمرح .. وفي لحظة تبين انها مجرد كذبة ووهم، واختفت بكبسة زر، ومجرد مجموعة اوهام وحقائق من سراب مجموعة وراء شاشة سحرية .
كذبة ووهم، وكم انتج فايسبوك واخواته من ابطال كرتونيين في السياسة والاعلام والبزنس وقادة الراي العام . خدعة فيسبوك، وكذبة الميديا الجديدة تحطمت وتعرت .. 6 ساعات لانقطاع خدمة فايسبوك كانت كافية للتفكير بالعودة الى الهواتف العادية،و الهاتف المنزلي «ابو قرص «، وتلفون اللوكس «، نهاية فيسبوك لو لم تكن فنية ولوجستية فلا بد ان تكن انسانية وسياسية لانقاذ البشرية من الضياع والاوهام وعفاريت التكنولوجيا .
ادارة فايسبوك اعتذرت، ولم يعرف بعد ما هو السبب الحقيقي لهذا الانهيار والعطل الفني الذي هز الكرة الارضية . والانهيار تزامن مع محاكمة يقيمها الكونغرس الامريكي مع مديرة سابقة في فايسبوك فرانيسي هوغن وتفضح الادوار الشريرة والشيطانية لفيسبوك وعالمه الافتراضي، وكيف ينتج قيما سلبية وشريرة، وان فيسبوك فضل الارباح على السلامة « .
المحاكمة تحمل تحذيرا من الكارثة والطوفان القادم .. التقدم والتطور يحمل جدلا ضده . عادت خدمات تطبيق فايسبوك، وفرح الناس، واندهشوا بالسؤال عما قد حصل في العالم خلال فترة الانقطاع وتوقف خدمة فيسبوك واخواته .
العالم والبشرية جربت الوباء، ويبدو ان درس كورونا لم يعط العبر والمواعظ الكافية، وهي مجرد بروفة لانهيار وكارثة كبرى تنتظر البشرية .. العلم والتقدم العلمي حول الانسان لمجرد رقم ومحى انسانيته، وتحول الانسان الى وهم وعدم هلامي، وكلما تقدم وتطور العلم فان الانسان يسرع في فنائه وزواله وحتمية وقوع كارثة وانهيار كبير .