ليسَ

ليسَ لِعاشقِ ثَورتِهِ أن يتقافزَ فوق حدودِ الوردِ وأنْ يتشهّى العُمرَ المخبوءَ؛ بلا داليةٍ للوقتِ؛ بلا أوجاعٍ في الأوطانِ المرسومةِ في الغيبِ؛ بلا أبوينِ قريبينِ من السرِّ الكونيِّ؛ بلا أسلحةٍ من نارِ بلاغتِهِ؛ وبلا عَشْعَشَةٍ نافِذةٍ في الطُّرُقِ المهجورةِ حينَ تكونُ الدنيا غَضبا..!

ليسَ لِمَنْ يتذاكى من غير جلالٍ أن ينصبَ فخًّا مكشوفاً كي يسقطَ فيه علانيةً؛ أو أن يجترَّ حليبَ الخُبثِ الواضحِ كي يتلاعبَ قدّامَ صبايا الحاراتِ (وشوفيني يا قرعاءُ ويا ملساءُ ويا لَخْناءُ ويا لَكْناءُ ويا واقعةً في كلِّ الأوحالِ)؛ غريبٌ أمرُ الثائر، إنْ واجَهَ ثورَتَهُ هَرَبا..!

ليس لراكِبِ ظَهْرِ قضيَّتِنا أن يتغامزَ أو يتنابَزَ.. ليس له إلّا أنْ يفغرَ فاهَ البحرِ وينجبَ منهُ السُّفُنَ الكبرى ويحاصرَ كلَّ ثغورِ الموزِ على شُطآنِ التفّاحِ المسروقِ البابِ؛ فَلنْ يَجِدَ الغولَ؛ لأنّ الغولَ تعاقدَ مع كلِّ قرودِ الدنيا لحراسةِ أشجارِ الموزِ من التفّاحِ على الشاطئِ؛ والشاطرُ يفهمُ هذا الأمرَ العَجَبا..!

ليس لقلبي أن يتورّمَ أكثرَ؛ ليس لهُ أنْ يأخذَ من ثوّارِ الدنيا اثنينَ اثنينَ؛ وأن يَتَجَنَّبَ طوفانَ القهرِ؛ وأن يتصايحَ في كلِّ جهاتِ المعمورةِ: يا ولدي اركبْ مع قهري كي تنجو من خِزيِكَ إنّ الخزيَ اقتربا..!

ليسَ لأشعاري إلّا أن تندبَ حظَّ مقالاتي؛ ومقالاتي تندبُ شيئًا عَرَبا..!