هو اختصار أحلامنا الزائفة
كامل النصيرات _نحن فهمنا للأمور لا يتجاوز (فقه اللحظة الراهنة) ..ولو راجعتم معي كل الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية والإذاعية ؛ العربية الكوميدية ..لا يكاد يخلو عمل من البطل الأهطل أو الغبي أو المريض النفسي..وكأن الضحك لدينا هو تخصّص للمعاقين فكريّاً..!
مع أنك لو التفت يميناً وشمالاً ستجد مئات الشخصيات حولك يمتلكون خفة الدم المصاحبة للعقل السليم ..ولكنّ أحداً لا يلتفت إلى هذه الكركترات ..لأنهم لا يريدونها ..بل يريدون أن يثبّتوا في دماغنا أن الذي يستطيع إضحاكك هو المحشّش والهبيلة والدرويش والغبي ..! يريدون أن يحوّلوا ضحكك من القلب إلى عيب كبير ..وأنك إذا ما حاولت أن تُضحك أحداً ما فأنت ذلك المعتوه الغارق في الجهل والذي لا يعرف كيف يتعاطى مع الواقع ..!
لذا ..رأينا عشرات الأفلام التي التي أبطالها مهابيل أو أغبياء..ورأينا مهابيل مشطوبين على الآخر يدافعون عن الأمن القومي لبلدهم وينتصرون ..ورأينا خريج السجون بقضية مخدرات وفاقد للأهلية الكلاميّة وربط الجمل ببعضها ؛ ينظّر علينا بالفكر وتغيير المجتمع..!
عندما تصبح المبادئ مادة رخيصة جداً في أفواه الخارجين على المألوف قولاً وفكراً وحركات ..وعندما لا نجد (بني آدم ) سليماً واحداً نعمل عنه بطولة مجتمع ويكون خفيف الدم ويدخل القلب ويفهم في شؤون أمته فهماً عميقاً ..فعلينا ساعتها أن نلتفت إلى المجتمع كلّه ونتهمه بالإعاقة ..؟
أعرف أن بعض كلامي قد لا يروق للبعض أوللكثيرين ..ولكنها حقيقة صادمة عندما تتأكد أن نماذج مثل (اللمبي ) على سبيل المثال لا الحصر يختصر أمة عربية بطولها وعرضها ويصبح هو فيلم المنقذ لمصر ..وفي فيلم آخر هو نموذج التقدم الطبي..وفي آخر هو التقدم العلمي..وفي آخر هو الذي يتعلم في أسبوع كل أساليب المخابرات ويهزم كل المافيات الذكية جداً..!
اللمبي اختصار حقيقي لأحلامنا الزائفة والتي أدخلوها في عقولنا وصدّقناها والمصيبة أنهم صدّقوها معنا ..! أخرجوا المهابيل والأغبياء من خط سير أمتنا كي نتقدم خطوة واحدة على الأقل..!!