كلامٌ آخر «لأَبي مُحَسّد»
حيدر محمود_وإذْ صَحَوْتُ على أَنّاتِ «دالِيَتي»
وَجَدْتُها امتلأتْ نَمْلاً.. بلا عَدَدِ
وما أخافُ على نَفْسي، فقد تَعِبَتْ
نَفْسي.. مِنَ النَّكَدِ المَوْصولِ بالنَّكَدِ
لكنْ أخافُ على «شَمْسي».. فَوَيْلُ يدٍ
تُريدُ إطفاءَها.. مِنْ رَدِّ فِعْلِ يدي!!
(2)
فاقْضِ الذي أنتَ قاضٍ فيَّ، يا زَمَني
فقد تَخَصَّصتَ بي وَحْدي لتُتْعبني!!
لكنْ.. أَشَدُّ من الأنواءِ أشْرِعَتي
والبَحْرُ أَصْغَرُ من أنْ يحتوي سُفُني!
ولستُ أَخشى الذي خَبّأْتَ من مِحَنٍ
وأخْشَ الذي أنا قد خَبَّأْتُ من مِحَني!!
(3)
لو أنّني بِعْتُ بعضاً من «دواويني»
لربَّما صرتُ من «أهلِ الملايينِ!»
لكنّني لستُ «بيّاعاً».. ولا عُرِضَتْ
على الرّفوفِ حُروفي في «الدّكاكينِ»!
ولم أُقايِضْ -ولو يوماً- دَمي بِفَمي
ولا تَنازَلتُ عن «شِوْكي»، ولا «طيني»!
وَقَفْتُ شِعْري، على نَهْري الذي جَمَعَتْ
مِياههُ، بشراييني. شراييني!
وَحَّدْتُ «دفلاي» بـ»الدُّفلى»، وأسكبُ من
دمعي -إذا ظَمِئت- أو قالت: اسْقوني!
(1) أبو مُحَسَّد، هو المتنبّي.. الذي كان اسم ابنه الحقيقي «مُحَسَّداً» وليس «الطيّب»..
(2) الإهداء: إلى حكومات نيكاراغوا، وموزَمبيق، والماوماو بشكلٍ خاص، وإلى غيرِها ممّا أَعرف، أو لا أعرف!!