العرب وإيران
فارس الحباشنة_للحديث مع ايران ضرورة ملحة واليوم وليس غدا.
بحسب ما تابعنا من اخبار فان ايران طرقت ابواب دول عربية خليجية،وعلى الصعيد الاردني، فقد اجرى وزير الخارجية الاردني اتصالا مع نظيره الايراني،
و تناولا مستجدات ظروف وازمات المنطقة .
وكما يبدو فان المتحور الايراني الجديد يسير باتجاهات عربية ودعوات لفتح حوار وطي صفحة الماضي .
للحوار مع ايران حساسيته، ولكن في ظل مستجدات اقليمية كثيرة فانه بات ملحا وضروريا .
وفي ظل موجة التطبيع العربي الجديد، والانفتاح المندلق نحو اسرائيل واقامة علاقات اقتصادية وسياسية .
اي تقارب عربي ايراني فانه يشكل خط صد ومانعا لتمدد مشروع التطبيع العربي نحو اسرائيل، واضافة لاجهاض محاولات توريط دول وقوى سنية لتشكيل
محور مناهض ومقاوم لايران .
وما يستحق المراجعة هو ضرورة الخروج من مربع التازيم الطائفي اقليميا، والسير نحو انفراجة في العلاقة العربية / الايرانية تمهد الطريق لفكفكة وحلحلة قضايا وملفات اقليمية كبرى عالقة ومازومة .
و ليقترب الحديث عن سورية واليمن ولبنان، وبوضوح اكثر انهاء الحروب المفتوحة في الاقليم . والتقارب السعودي / الايراني اذا ما نجحا في الوصول الى طاولة الحوار والتفاوض فقد يقوضا ازمات الاقليم .
بوضوح كامل فان المنطقة بحاجة الى اعادة توازن طبيعي بين اللاعبين الكبار، وبحاجة الى توازن استراتجي يراعي المصالح الحيوية، وبما يضمن امن وسلامة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وطيء صفحات من صراعات وازمات مفتوحة .
ايران الجديدة، وحتمية واهمية الحوار معها . ثمة ملاحظات ..
**
في زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد لواشنطن، قال بصوت عال ان امريكا قد نسيت ايران . وان واشنطن متمسكة في الخيار الدبلوماسي مع طهران، ولم تفلح محاولات اسرائيل لازام واشنطن بخطة بديلة في حال فشلت مفاوضات فيينا المتوقع ان تستانف مطلع تشرين الثاني المقبل .
و مرد تلك السياسية الامريكية الجديدة، ان واشنطن قد غادرت الشرق الاوسط، ورفعت يدها عن الاقليم، وتدير ملفاتها وحروبها وصراعاتها بالوكالة .. وان ادارة بايدن وضعت جدول اولويات تتقدم به الصين وتحدي التنين الاسيوي الصاعد، وذلك يتطلب امكانات وجهود مضاعفة ومتوزعة في مناطق مختلفة من اسيا .
**
من اليمن الى سورية والعراق ولبنان، ان المنطقة بحاجة الى حديث مقاربات دبلوماسية، وبحاجة الى استدعاء الحوار وفتح الابواب بين العرب وايران لانهاء الازمات والحروب المشتعلة، وهذا مصلحة استراتيجة عليا لجميع دول الاقليم باستناء اسرائيل .
في الازمة السورية اخذت منحا جديدا بعد اتفاقية الطاقة بين الدول الاربعة « الاردن وسورية ومصر ولبنان .. والاتفاق على جلب الكهرباء الاردنية والغاز المصري للبنان . والرفع التدريجي لقانون قيصر والعقوبات الامريكية، وتنشيط العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية بين سورية والاردن ودول في الاقليم، والاستعداد لاعادة الاعمار السوري، والحديث عن نهاية الحرب .
وايران لاعب مهم وقوي في الازمة السورية، والاردن الاكثر انفتاحا على سورية الرسمية والمعارضة، وباختلاف مرجعياتها، وايضا مع روسيا ودول الغرب فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي .
**
وفي كل الحسابات، فان التفاهمات العربية / الايرانية تنسحب على الازمة اللبنانية المتفاقمة، ومن يطل على بيروت لايملك غير ان يرى الحضور والنفوذ الايراني في الساحة اللبنانية .
واذا ما ترك لبنان للعبث الامريكي واللهو الفرنسي، فانه سينفجر ويموت، ويشهد حربا اهلية، وتدمر الدولة وتفكك مؤسساتها .. وتشكيل الحكومة الاخيرة يمكن اعتباره خطوة سياسية ايجابية في اتجاه حلحلة الازمة اللبنانية، والعبور نحو مربع السلم والامان .
الحديث مع ايران بقدر ما هو ملح وضروري في المنطقة، واليوم اكثر من اوقات مضت . وهو السبيل الى التوصل لتفاهمات وتسويات لازمات وحروب المنطقة .
وما لا يدرك اقليميا، ويحاول ساسة التغاضي عن طرحه وتداوله في السياسة العربية، ماذا لو ان ايران مضت نحو علاقة مباشرة مع اسرائيل ؟ وقطعت الطريق بسرعة نحو تل ابيب .. فما هي الكلفة الاستراتيجة التي ستدفعها الدول العربية،و اختلال التوازن ومعادلة القوى واللعبة السياسية في الاقليم .