لا تتلهّفْ
كامل النصيرات_تقتلك اللهفة ..تأخذك إلى طريق الوجد ..تقودك من يديك كأنك طفلٌ صغير ضاع وسط الزحام ولا يبقى لك إلاّ هاتان اليدان كي تنقذاك ..وأنت تستسلم لهما ..بل تعقد اجتماعاً فورياً مع ذاتك و تقرّر الاستسلام التام لهما ..إنها اللهفة التي جعلتك هكذا ..لأنك وكما قالوا في الفيلم الهندي : تمشي في طريق النار..!
ماذا صنعت بك اللهفة للآن ..؟ ألم تجعلك عبداً صاغراً ..؟ ألم يتعامل معك الذين تلهّفتَ عليهم بأنك موجود و (ستاند باي) بأي لحظة أنت جاهز لهم ..؟ ألم يقنعوك بأنهم متلهفون عليك أكثر منك وعند شدّ الرحال لفضّ بكارة اللهفة تعذّر المتلهفون عليك بأنهم لا يستطيعون لقاءك الآن ولا بعد قليل ..؟!.
قلتُ لك مليون مرّة وأنت تضحك وأنت تبحكي و أنت تعاني نقص دوائك : لا تتلهفْ ..! قلتُ لك وأنت تصرّ على الانتظار : لا تتلهفْ..! أتذكرُ حين كنتَ بحاجة إلى نظرة من عينين ..فقط نظرة ..يقتلك الشوق و تقودك اللهفة ..قلتُ لك حينها : حسابات لهفتك غير حسابات لهفتهم ..لهفتك نار و توهان و شوق و دموع ..ولهفتهم جدول أعمال ويغضبون إذا حاولتَ أن تضع اسمك فيه ..!
لهفتك تماهٍ يزداد ويكسّر حواجز ..ولهفتهم (فوقيّة) لا يرونها ولا يشعرون بها ..لأنهم يصدرون أحكامهم عن قناعة ..وأنت صدرت عليك الأحكام المسبقة وصرتَ تنفّذ العقوبة غصباً عن مفاهيمك و أحلامك وقلبك الذي يدخلك في لجّة القهر برجليه ..!
تلهّفْ كيفما تشاء ..ستدفع ثمن ذلك كلّه ..ستدفع ثمن أنك تلهفت وأنك تحدثت عن لهفتك ..وستدفع ثمن أنك اقتربتَ من حدود نقد اللهفة ..فأنت موجود كي تطيع أيها الملهوف ..لا تعتقدنّ بأنك تملك من أمرك شيئاً ..أنت تعيش على القطّارة كما قلتُ لك سابقاً وكثيراً ..وستبقى أمورك في القطّارة ..لأنك لا تملك فتح غطاء القطّارة وسكب ما تريد منها ..!!
تلهّفْ..فلستَ إلا هامشاً في رؤى الآخرين ..حينَ ينتهون من الأصلي قد ينتبهون إليك ..وقد لا ينتبهون ..!