حبي الذي لا يضاهى !!
محمد داودية _أحيانا كثيرة أتأمل مُحمدا، وأراجع علاقتي به، فأدرك كم هي وطيدة، يقينية، حميمية، نقية، عميقة، عريقة، رفيقة وممتدة.
علاقة من طراز خاص فريد، لا يمكن أن يشوبها ظِلالٌ او اعتكار أو ضَلال.
وحين يحلّ عيدُ مولده، أفرح فرحا حقيقيا عميقا. فرحا شخصيا كأنما هو عيد ميلادي أو عيد ميلاد كل أحبابي مجتمعين.
وعيت على هذه المحبة الخالصة الخاصة الممتدة، التي يزيد عمرها على 65 عاما، من الرَّفَق والمحبة والتبجيل.
ولطالما أحسست بيد قوية حانية، تمسك بيدي وتجنبني الزلل والعثار، وتأخذني إلى رأس طريق الهدى والفرج والفرح.
محمد بن عبد الله بالنسبة لي، هو حبيبي وسندي وشفيعي الذي استند إليه وأطمئن إلى شفاعته الحارة، يوم الحساب العظيم، عند رب العالمين، الذي اتطلع أن اعبره بأوزاري الصغيرة دون خزي.
محمد بن عبدالله في وجداني، هو الطيب الرحب، الذي يمتلئ قلبه بالمحبة والرحمة والخير، الذي وصفه جلّ وعلا بقوله «وإنك لعلى خلق عظيم».
في مثل هذه الأيام المباركة، وضعت سيدتنا آمنة بنت وهب الزهرية القرشية، ولدا جميلا، كان خاتم رسل الله الى البشرية، وهاديها، ومنقذها من الوثنية والجهل والخرافة والغلو والعنصرية والعصبية القبلية.
ورغم جائحة اليتم المبكر، ومرارة الخذلان العظيم، فإن محمدا اليتيم، كافح من اجل العيش باستقامة مفرطة. لم يقتنع بعبادة الأوثان بل تفرّغ لرسالة الرشد والهداية والتنوير، وحرر أمّة من معتقدات كثيرة مثل وئد البنات واستعباد الإنسان والرّبى والظلم.
نحبك محمد بن عبدالله، حبا رائقا صادقا. ويمدنا حبُّك هذا، بطاقة محبة وخير ورحمة هائلة. وسنظل نحاول ونحاول بلوغ المراتب السامقة التي حثثتنا على تتبعها وانتهاجها، تلكم القيم والتعاليم التي تحمل للأمة كل عوامل التقدم والنجاح والمنعة.
إن يوم مولد القائد العربي محمد، هو يوم مجيد من أيام الإنسانية عامة، والعرب كل العرب، الذين ينتسب محمد إلى قريش، سادتهم وأعز قبائلهم.
قيل في مدح الرسول الكريم الكثير، مما يعجز الشعراء عن مطاولته. ويُجمِع معظم مفكري وفلاسفة ومؤرخي الغرب، على أن محمدا كان بالغ التأثير، عميق التغيير.
يقول غوستاف لوبون: «إذا قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم، كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ».