بين الهدم والبناء !!! م. هاشم
نايل المجالي_٪علينا ان نعترف ان كثيراً من المجتمعات تشهد ترجعاً ملموساً ، واصبحت بؤراً لتجارة المخدرات والفساد وعلى مختلف المستويات الاخلاقية والفكرية ، وتحولت الى مجتمعات جامدة او متحركة باتجاه النقص بدلاً من اعادة تأهيلها نحو البناء الاجتماعي ، وصولاً الى المثالية والتقدم والنجاح وذلك لخلق مجتمعات متطورة على كافة المستويات المادية الاخلاقية .
فلا بد من جود فلسفة انسانية صحيحة في كل مجتمع تقوم على معاني الخير والعطاء والانتاجية ، هدفها تقديم وتأسيس مجتمع قائم على اسس صحيحة .
وما الجمعيات بانواعها إلاّ عبارة عن مجموعة من الناس يبنون العمل بشكل منظم لاجل اهداف ذات مصلحة مجتمعية وطنية ، حتى وان كانت تلك المجتمعات قد عانت من الهدم في كثير من المحاور المجتمعية فلا بد وان يكون هناك هدف بنائي وراء ذلك الهدم ، لا ان نقف متفرجين خاصة وأن هناك ارتباط بين المنظمات الاهلية المجتمعية مع الجهات المعنية في الدولة ، والهدف الذي تسعى كافة الاطراف لتحقيقه هو مسار المجتمع نحو التطور والتقدم والنجاح ، لا ان يبقى متخلفاً ومتراجعاً أو ان يبقى مجتمعاً جامداً على ما هو عليه من سلبيات او متحركاً نحو النقص مع زيادة في الانحراف .
وعلينا وجميعاً ان نعمل بنموذج لبناء مجتمعات صاعدة لا متناقصة باقدام ثابتة بالتعاون والعلم والفضيلة والتقوى وحب الانتماء ، والعمل اذا لم يتم باتقان لن يبقى راسخاً بل ينهار بعد مدة من الزمن ، لذلك التمكين المجتمعي لابناء المجتمع هو الاساس في البناء .
فهناك مشكلات تنبع من خارج المجتمع دخيلة عليه ، وهناك مشكلات تنبع من داخل المجتمع ، والانسان بطبيعته يبحث عن الامن والاستقرار ليعيش في بيئة آمنة ، وكلنا يعلم ان الفرد في المجتمع اذا لم يصرف فطرته الخلاقة في البناء ، فلا بد وان يصرف فطرته في الهدم سواء في هدم نفسه او هدم مجتمعه .
والنبات يخلق الاوراق والازهار والثمار والاغصان وما اشبه خلق الانسان الصالح الواعي بالبناء ، وان كانت تلك البناتات غريزية .
فلا بد من تحقيق التوازن والاستقرار النفسي والعقلي والفكري في المجتمعات لانجاح مسيرة التنمية ، لان القلق والتوتر والهيجان يجعل من الفرد عضواً فاسداً ينعكس على مجتمعة سلبياً ، كذلك فان الصبر على الازمات سمة ضرورية لحفظ النظام وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات والابتعاد على كل ما يثبط الهمم ويخلق التشاؤم لدى الناس .
ان القدرة هي امانة في ذمة الانسان لا يجوز ان يجمدها بل عليه تنميتها وتطويرها سواء كانت اقتصادية او خدماتية ، كون الانسان يمتلك فكراً يجعله متبصراً مدركاً للاهداف وعلينا تقبل النقد والنظرة الواقعية للامور ، فعملية البناء اصعب من عملية الهدم ، ونحتاج الى المثابرة والتخطيط السليم والتعاون المشترك بين كافة ابناء المجتمع ومع كافة الجهات المعنية .