الانقلاب السوداني «الحلقة الثانية»
حمادة فراعنة _: تعليق جميع الرحلات من وإلى مطار الخرطوم
رياضةفريق السلط يظفر بلقب كأس الأردن لكرة اليد
محلياتالحنيفات: نعمل على مواءمة الخطط والاستراتيجيات مع آثار التغير المناخي
محلياتالملك يجري مباحثات مع الرئيس البولندي
محلياتالهيئة الإسلامية المسيحية : تجريف وتحطيم الأضرحة في المقبرة اليوسفية يشكل عملاً اجرامياً
محلياتكريشان : جولات مبرمجة على المحافظات لمتابعة سير عمل حملة بسواعدنا
محليات65% من الأردنيين متفائلون بـ(تحالف الشام الجديد)
محلياتإطلاق التقرير السنوي الـ 17 لحالة حقوق الإنسان بالمملكة
اقتصادعزايزة يكرم العاملين في مطار الملكة علياء الدولي
محلياتالأردن يشارك في مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية
محلياتمتحف الأطفال المتنقل يطلق محطتين تعليميتين بعد تحديثهما بدعم من مؤسسة " شومان"
محلياتاستطلاع: الحكومة تحافظ على ثقة ثلث الأردنيين
محلياتاستطلاع رأي: 33% من الأردنيين يثقون بحكومة بشر الخصاونة
البحث في المحتوى
حمادة فراعنة
الانقلاب السوداني «الحلقة الثانية»
حمادة فراعنة
الأربعاء 27 تشرين الأول / أكتوبر 2021.
عدد المقالات: 1430
wr30@addustour.com
FacebookTwitter
أينما حل الأميركي جيفري فيلتمان ترك وراءه الخراب، هذا ما فعله في فلسطين ولبنان وها هو في السودان آخر من التقى مع عبدالفتاح البرهان، ومع عبدالله حمدوك، الأول قاد الانقلاب، والثاني تم اقتياده للاعتقال.
قادة العسكر الإنقلاببين، أبلغوا المستعمرة عبر وفدهم في تل أبيب، التي أعلنت موقفاً تعارض مع كل المواقف السودانية والعربية والدولية، الشاجبة والرافضة للإنقلاب، والمحذرة بما فيها الولايات المتحدة من تداعي الانقلاب العسكري، ولكن تل أبيب رحبت بخطوة العسكر ضد المدنيين، فالعسكر مع تطبيع العلاقات مع المستعمرة، ومن المتوقع أن يقع التعاون مع جيشها وأجهزتها، ليمتد ليشمل مواقع عديدة في إفريقيا، ضد شعوبها، بما فيها الشعب السوداني وقواه الحية التي ترفض التطبيع مع المستعمرة، ومواصلة التمسك بدعم الشعب الفلسطيني وإسناده من أجل التخلص من الاحتلال، واستعادة حقوقه وكرامته على أرض وطنه المصادرة.
شعب السودان بمسلميه ومسيحييه ينحاز لرسالة السماء، ومظاهرها على الأرض في فلسطين، نحو المسجد الأقصى، ونحو كنيسة القيامة، لا يقبل المساس والتطاول عليهما من قبل المستعمرة، رافضاً عبرنتها وأسرلتها وتهويدها.
التضليل الذي يمارسه قادة الإنقلاب، لن يخدم شعب السودان، عبر الإيحاء أنهم اختلفوا مع المدنيين في التفاصيل والإجراءات، وليس هدفهم الاستيلاء على السلطة، وهو تضليل، لأنهم لو كانوا كذلك لتعلموا من الراحل سوار الذهب الذي تجاوب مع ثورة شعبه ضد النميري، فأطاح به على أثر انتفاضة السودانيين في نيسان ابريل 1985، ولكنه سلّم السلطة للقوى السياسية التي احتكمت لنتائج صناديق الاقتراع مع بداية العام 1986، حين تولى رئاسة الدولة أحمد الميرغني ورئاسة الحكومة الصادق المهدي، حتى 30 حزيران 1989، حينما قاد عمر البشير إنقلاباً عسكرياً أطاح بالحكم المدني وتسلط على الحكم، وسجل رقماً قياسياً في إدارة الدولة منفرداً لمدة ثلاثين عاماً حتى تم عزله عام 2019.
السودان من أكثر البلدان العربية، تحركاً وحيوية في المواجهة بين حكم العسكر المتسلط، وبين القوى السياسية المتحفزة للعمل والفعل في مواجهة تسلط العسكر، ومن أجل تعزيز تطلعات السودانيين نحو الأهداف الجوهرية الأربعة : 1- إستكمال الاستقلال السياسي والاقتصادي، 2- توفير العدالة الاجتماعية، 3- ممارسة الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، 4- الانحياز الواضح على المستوى القومي في دعم نضال الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة المستعمرة وسياساتها التوسعية الاحتلالية.
لم يستقر الحال للعسكر رغم تفوقهم الميداني، واحتكامهم لقوة السلاح، واعتقالهم لرئيس الحكومة وقادة الأحزاب، ولكن تحركات الشارع ضد العسكر، وسقوط الشهداء والجرحى، مظاهر إدانة وتعرية لسلوك العسكر، مع تحركات المجتمع الدولي، ستفرض على العسكر نتائج لن تستجيب لتطلعاتهم الفردية الأحادية، وهناك احتمالين الأول أن يظهر من بين العسكر من يتحرك للقيام بإنقلاب مُضاد، والثاني أن يتراجع عبدالفتاح البرهان أمام الضغوط ويطلق سراح المعتقلين ويصل إلى اتفاق جديد مع «قوى الحرية والتغيير».
السودان مفتوح على كل الاحتمالات، والأمل أن يخرج من أزمته بأقل الخسائر وبأسرع ما يمكن.