سحابة السودان
عامر طهبوب _سبعة قتلى سقطوا في شوارع السودان في يوم واحد إضافة إلى جرح مائة وأربعين من المتظاهرين السلميين في مواجهات مع قوات التدخل السريع وأفراد الجيش؛ أولى نتائج قرارات المجلس العسكري لتصحيح ثورة الشعب الذي انتشر في شوارع الخرطوم وبقية مدن السودان رافضاً القرارات الأحادية التي اتخذها البرهان .
مجلس الأمن الدولي يفترض أن يكون قد انتهى من عقد جلسة طارئة مغلقة لبحث الأوضاع بدعوة من ست دول من بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية التي علقت صفقة مساعدات عاجلة للسودان بقيمة 700 مليون دولار. انقطعت الاتصالات، وخدمات الانترنت، وأعلن العصيان المدني، وازداد الاحتقان. أغلقت الجسور. أغلقت المدارس. متاريس في كل مكان بعدد غير مسبوق.
أصدر البرهان قراراً جديداً حل بموجبه اللجان المسيرة لعمل النقابات. دعوات مليونية للتظاهر. طوابير على المخابز. قتلى وجرحى ما زالوا يسقطون في المواجهات في شوارع الخرطوم، وفي أم درمان على الضفة المقابلة لنهر النيل. باختصار: السودان على أبواب كارثة جديدة في صراع على السلطة ليس أكثر. لا من أجل تصحيح مسار ثورة، ولا من أجل سلامة الوطن السوداني، ولا من أجل شيء سوى السلطة، والسلطة فقط.
وفي نفس الوقت، ترى العالم في واد آخر، فوكالات التجسس في بريطانيا وقعت عقداً مع شركة «أمازون» الأميركية لتخزين مواد سرية في اتفاق يستهدف تعزيز استخدام وتحليل البيانات والذكاء الصناعي في عمليات التجسس، والسبب هو «انفجار البيانات»، ومنافسة دول مثل الصين وروسيا في استخدام الذكاء الصناعي. العالم يفكر كيف يستفيد من الخدمات السحابية في عمليات التحول الرقمي، وتتسابق الدول المتطورة في مجال الحوسبة السحابية، وفي توفير خدمات حاسوبية متكاملة تخفض التكاليف، وتسهل تقديم الخدمات، وتقف «أمازون» على رأس منصات السحاب، لكن منصات أخرى تعمل على خدمة دول ومؤسسات وأفراد في السحاب؛ سحابة علي بابا، وسحابة لينود، وسحابة كاماتيرا، وغيرها.
وأما نحن في العالم العربي، فسحاباتنا سوداء، وسماؤنا ملبدة، وعقولنا متحجرة، ما زلنا نحترف الموت، والقتل، والخراب. سننتقل بلا شك إلى الذكاء الصناعي عندما نجيد استخدام الذكاء الطبيعي، وإلى أن نصل إلى تلك المرحلة، سيظل شعب كشعب السودان العظيم يُقتل، ويشرّد، ويحرم من حقوقه المدنية، وتصادر حرياته العامه، وحقوقه في المواطنة، وفي اتخاذ القرار فيما يتصل بمستقبله ومستقبل أبنائه.
البرهان يقول أن مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تم اختطافها من قبل قوى سياسية. ماذا فعل البرهان: اختطف حمدوك، وفرض عليه الإقامة الجبرية في بيته - بيت البرهان - لأنه يحمل له كل تقدير واحترام.