9 سنوات بلا حبيب !!
محمد داودية _حبيب الزيودي، الذي كان يرد الريح كي لا تخدش أسوار بلادنا:
(نرد الريح يوم الريح تقرب سورك العالي.
ونثبّت شاردات الخيل، يوم يطّبَها جفالِ).
شاعر الأردن وعازفها العذب هذا، ظُلم ظُلما فادحا، كان السبب في انطفائه مبكرا، ورحل ممرورا مدحورا مقهورا.
وهاهي الحوارات المسجلة الطويلة التي لدي مع حبيب الزيودي، تكشف عمق مأساته ومعاناته. ومن هي «فرق الموت» التي اغتالته.
وحبيب المغوار، المتعجل، المنهمك المنهك، ظل معتدا بشعره وبالعالوك، وشيئا فشيئا اخذ يتأهب للطفيلة، كان يقول لي: «يا اميري أنا أعد العدة لأبلغ قامتها ولأبلِّغها السلام والرضى»
ضرب لي عشرات المواعيد وكان ظنينا في تلبيتها.
- سأزورك في جاكرتا وسأحل ضيفا عليك لمدة 10 ايام أروي خلالها ظمأ روحك الى الشعر والشجر والقصيد.
- سأزور الطفيلة معك لألقي اجمل القصائد في بلد تيسير السبول.
- سأحضر معك لقاء اصدقاء الفيسبوك في منزلك او في المركز الثقافي الملكي وسألقي قصيدة وسأُحضر عازفا.
- سأبني صيوانا في العالوك وسأرتب مع اصدقائنا امجد القهيوي وماجد القطارنة «الوقائع».
حُرم شاعرُ الأردن من جائزة الدولة، في حين منحت لبعض من لا يطاولونه. ولم يحصل على الدرجة العليا في حين نالها بعض الصبية الذين رأسمالهم أنهم من أبناء الطبقة المخملية.
خنقته الغصة على ذلك النكران، فأوشك أن يتمرد تمردا، لا قدرة لأحد على احتماله.
باح لي بأدق التفاصيل عن حياته وعن طيشه وعن مغامراته وصبواته ومعاركه. وعن مضطهديه الأوغاد الذين هجا بعضهم، ولم يسعفه الوقت لهجاء بقيتهم.
كتب حبيب الزيودي في الرأي مقالة بعنوان رسالة إلى محمد داودية بتاريخ 31/5/2012 قال فيها:
(... اكثر ما كان يوجعني بعد الاتصالات الهاتفية القليلة معك، صوتك الواجد الذي لا يشبه أصوات السفراء، هذا الحرير المنساب من اللهجة الأردنية التي تختلف عن رطن السفراء. وهذا الشوق وتلك الانفعالات التي تجعلني أشعر وأنا استمع لك أنك تعانقني).
حبيب الزيودي الذي صادفت ذكرى رحيله السنوية التاسعة يوم أمس، تسرب من بين أيدينا، لكنه استقر في قلوبنا وأغانينا.