في الكتاب
حازم قشوع _منذ الالواح السومرية التى بدات من ملحمة جلجاميش والاوراق البردية الفرعونية التى جاءت بالوصفات الطبية وسفر الغريق والرومان على الرقع الجلدية كانت بداية الكتابة واخذ الكتاب بالتطور من اجل حفظ المعلومة وتواترها للاستفادة من حواضرها المعرفية ونقلها عبر الاجيال من اجل العلوم الانسانية وتطور العلوم المعرفية ومنذ ذلك الحين والكتاب يعتبر اداة الحفظ ومرجعية المعرفة .
فالكتاب وان تعددت اشكاله لكن مضمونه كان يقوم دائما على كيفية تخزين المعلومة وطريقة حفظها فى حواضن يسهل نقلها ويمكن التعاطي معها بيسر ومنذ ذلك الحين والكتاب (المخزون الرافد للعقل الانساني ) و فى تطور مستمر فى الاعداد وكيفية النشر وكما الاليات الانتشار التى كانت تعتمد على النسخ لتعميم الفائدة او لارسال المحتوى المراد بياينه من اجل نقل المعرفة ونشر الثقافة .
ومن على هذه الارضية بدات عملية التدوين (scriptorium) والتى بدات من اجل توين الكتب السماوية ونسخها فى الاديرة حتى ولدت فى القرن الخامس على يد يوهان جوتنبيرج الالماني فكرة الطباعة من اجل طباعة الانجيل الى الحد الذى كتب فية فرانسس بيكون القرن السابع عشر ان هنالك ثلاث اشياء غيرت العالم هى المطبعة والبارود والبوصلة ، فالمعلومة بدلا ما كانت تنقل من واقع القيل والقال اخذت تنقل بوثائق لا مجال فيها للتاويل وكانت تقوم على نشر الكتاب الموثق بدلا من تواتر الحديث المأجزوء الذى قد يحمل انطباعات الناقل اكثر من المضمون المعرفي الموثق .
وهذا ما جعل العلوم المعرفية تقوم على الحقائق بالاستدال المرجعي ولا تتاتي من تواتر الاقوال الانطباعية الامر الذى قاد البشرية للنشر المعرفى والثقافى بطريقة متسارعة واكثر صحية لكن بطريقة كانت طريقة الكتاب محددة ومحدودة ومن دون تشتيت انطباعي بدا يصعب الى القراء فى العصر الحديث من الدخول الى فكر المحتوى الذى اراد ارسالة الكاتب القارىء اثناء وهذا ما عاد البشرية للوراء الى ما اختراع الكتاب وبدات الانسانية تعتمد على الجوجل المعرفى فى الوصول الى المعلومة واخذت تشكل كثرة المصادر وتنوع وسائلها حالات انطباعية لا تساعد القارىء للدخول فى عالم الكاتب للاستنباط المعرفي بقدر ما تساعدة على الوقوف على البوابة المعرفية وهو ما يشكل تحدي ثقافى للانسان وللموروث البشرى فى العصر الحديث .
صحيح ان الوسائل الحديث وسائل مهمة فى النقل المعرفى والانتشار الثقافي لكن ما هو الصحيح ايضا ان محركات الجوجل لا تقود لفائدة ثقافية استراتيجية من على ارضية التوثيق والاستدال المرجعي ، وهنا يبرز التحدي من جديد فى كيفية وجود كتب الالكترونية قادرة على نقل المحتوى بطريقة موثوقة ونقل القارىء الى رؤية الكتاب ومحتواة لامكانية البناء والقدرة على البناء والتحليل والاستخلاص فان الكتاب اما ان يقوم على توثيق المعلومة ونشرها واما ان يعمل على الحفظ المعرفي ونشر المحتوى الثقافي وهى تعد من الحواضن الرئيسية فى تطوير الثقافة المجتمعية وتعزيز القدرات المعرفية لافرادة ، فهل تنتبه المجتمعات انها تتغذى من جمل فى مجملها انطباعية يقودها عالم افتراضي غير حقيقي وان الانسانية باتت ترى صور افتراضية ترسم من واقع رؤية يراد اسقاطها على واقع ليعاد من بعد اذن ترسيمه ليكون واقعا جديدا، ام ان البعص سيقوم باستدراك هذا المحتوى يعود الامور الى نصابها واصولها فان الابتعاد عن حقائق الكتب سيقوم بادخال الجميع فى عالم افتراضي تراه وتعايشه لكن لا تتعاطي معه او تمارسه .... دعونا نبتع ان اتخاذ قرارات نابعة من صور انطباعية لا تجيب عن الاسئلة الخمسة الواقعية فى التوثيق والتقرير ..