الوزير السياسي
د.حازم قشوع_قد يتماهى للبعض ان السياسي هو ذلك الشخص القادر على قراءة الاحداث السياسية ومتابعة مجرياتها واستشراف نتائجها وهذا صحيح لكن هذا يعرف بالمحلل السياسي وليس بالقائد السياسي وقد تصور لاذهان البعض بانه ذلك الشخص القادر على اعادة صياغة الاحداث بما يحقق المصلحة العامة للمؤسسة وهذا ايضا صحيح لكن هذا يعرف بالرئيس الاداري وليس بالقائد السياسي فالقائد السياسي وهو الذى يقود المشهد ولا ينقاد اليه وهو الذى يصيغ المبتدا ولا يتعاطى مع الخبر بردات فعل احتوائية فحسب حتى لا يبقى يبنى روادع ويقيم موانع تجعلة يتخندق ويصعب عليه عندها القيام بالمبادرة .
فالسياسي هو الذى يجمع بين هذا وذاك ويزيد من واسع قدرته عبر امتلاكه للكاريزما التى تحدث واسع التاثير وعظيم اثر فى الحواضن العامة وهو من يمتلك رؤية ورسالة تجعله يعلم بوصلة الاتجاه ويدرك ابعاد التوجه كما يمتلك القدرة على ربط المحتوى الموضوعى المحيط بالعامل الذاتي المراد تحقيقه فى جملة قرار تفيد المضمون وتجذب المحتوى على ان ياتي ذلك عبر الوسائل المتوفرة والمتاحة لصياغة القرار وتشكيل محتواه ليكون اكثر تفاغلية وايجابية مع السياسات المراد تحقيقها فكلما استطاع عبر هذه المعادلة من دمج مفردات الابداع ومعاني الابتكار معها تشكل فى محتواها نجاحات اوسع وحملت ميزان فائدة اكبر .
ولعل ما يميز السياسي عن غيرة من السياسيين وهو عامل دقة اختيار العناصر المحيطة به بالعمل التى لا بد تحوى عناصر من المدارس الثلاث لكي يتشكل مضمون الاحاطة وهى المدرسة الوصفية التى تصف حال بدقة لتبيان المعطي والمدرسة التحليلية التى تحلل المحتوى والمضمون وتربطه بالمحتوى والمدرسة النقدية وهى القادرة على توقع ميزان التغذية الراجعة قبل وقوعه فكلما تميز اصحاب المدارس الثلاث فى بيت القرار وكانوا من الشخصيات الوازنة ومن اصحاب الخبرة والدراية السياسية التقديرية منها والتقريرية تحقق معها عناوين ثلاثة هى المنعة والتحصين والمصداقية والثفة والانتاج والانجاز وهى الثلاث عوامل التى تؤدي للنهضة .
واما الاداري فان تاهليه مهني وهو يعمل ضمن هيكلية ادارية معلومة ووصف وظيفى مبين ويقوم بتنفيذ البرنامج العام ضمن منهجية علمية تقوم على وضع الخطة التنفيذية واختيار فريق العمل حسب الوصف الوظيفى المعد وبناء اطار مؤسسي يعزز من الولاء للمؤسسة لخلق اجواء عمل مهنية هذا اضافة الى متابعة مجريات العمل حسب الجدول الزمنى وبرنامج الانجاز المراد تحقيقه كما يقوم ايضا على اخراج العمل ومتابعة مجرياته وتقاس درجة التمايز بين هذا الاداري او ذاك من واقع مقدار زيادة معدلات الثقة بين المؤسسة ومحيطها وهنا نتحدث عن الانطباع العام الذى يرسخ علامة الثقة كما ياتي فى المقام الثاني قياس معدلات الانتاج هذا لان الانتاج بلا مصداقية لا يعتبر انجازا والبناء المبنى على الصورة لن يشكل ديمومة او صيرورة وهى العناصر الهامة فى ارساء حواضن وبناء تكوين ..
من هنا كان الفرق واسع بين التأهيل السياسي الذى يعتمد على المشروعية الرسمية بشهادة دستورية او شعبية والتاهيل الوظيفى الى يقوم على المؤهلات الجامعية والخبرات الادارية فهذا مختلف عن ذاك فى مراكز العمل كما فى طبيعتة وهذا الاختلاف نابع من جوانب الوصف الوظيفي ومكانتة فى الهيكلية الادارية كما فى المراكز السياسية وفى الاتجاهات التقديرية وكما فى المسارات الاقرارية ومن هنا ايضا كان هنالك سياسية اعلامية وسياسية اقتصادية وسياسية مالية وسياسية امنية واخرى عسكرية وجميعها بحاجة دائما الى قائد سياسي يعبر عنه الوزير السياسي .