احتدام المعارك قرب العاصمة الإثيوبية

في مرحلة رئيسية جديدة بالصراع المستمر منذ عام، أعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" انضمامها  إلى قوات الأورومو في قتالها ضد الحكومة الإثيوبية، تزامنا مع احتدام المعارك في كومبولشا وديسي (شمالي البلاد)، قرب العاصمة، أديس أبابا.

واشتد وطيس النزاع داخل كومبولشا بعد إعلان المتمردين سيطرتهم على ديسي، الأحد، ولكن "هذا كله لن يطول"، بحسب ما قاله المحلل السياسي ابراهيم ادريس سليمان، في حديث نقلته قناة "الحرة".

وأكد سكان في كومبولشا، في اتصال مع وكالة فرانس برس، الاثنين، سماع طلقات نارية متواصلة حتى ساعات الصباح الأولى فيما أكد آخرون إنهم سمعوا صوت غارة جوية، دون أن يتسنى التحقق من ذلك.

في المقابل، نفت متحدثة باسم الحكومة الإثيوبية ذلك وقالت للوكالة إنه "لم تُطلق غارة جوية على كومبولشا ليلا".

واعتبر سليمان أن "قوة المعارك وفعاليتها تهدف إلى تحقيق انتصارات على الأرض من أجل مكاسب سياسية"، موضحا أن "المتمردين يعمدون الإسراع في القتال قبل أن يتمكن المجتمع الدولي فرض الحوار مع الحكومة المركزية".

والاثنين، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جميع الأطراف إلى "وقف العمليات العسكرية، والبدء في مفاوضات لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة".

وكذلك حث وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأطراف المتحاربة على وقف القتال، معربا عن أمله في إجراء مفاوضات تحت رعاية الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي، أولوسيغون أوباسانجو.

ووصف سليمان المعارك الجارية بأنها "ورقة ضغط"، مشددا على أنه "عسكريا، لا يمكن للمتمردين البقاء طويلا في هذه المنطقة باعتبارها جبلية ومكشوفة، لاسيما في ظل امتلاك الحكومة طائرات بدون طيار، فضلا عن قربها من أمهرة".

ولكن أعلن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، غيتاتشو رضا، الاثنين، عن انضمامها  إلى قوات الأورومو في قتالها ضد الحكومة المركزية، ملمحا إلى عزم المتمردين الوصول إلى العاصمة الإثيوبية، "إذا كان تحقيق أهدافنا في تيغراي سيتطلب منا ذلك".

الجبهة كانت قد أعلنت السيطرة على مدينتي ديسي وكومبولتشا
جبهة تحرير تيغراي تعلن الانضمام لقوات الأورومو.. وتهدد بالوصول إلى أديس أبابا
أعلن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، غيتاتشو رضا، عن انضمامها  إلى قوات الأورومو في قتالها ضد الحكومة المركزية في أديس أبابا.
بدورها، قالت الحكومة الإثيوبية، الاثنين، إن قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمردة قتلت 100 شاب في كومبولتشا.

كما دعا رئيس الوزراء، آبي أحمد، في بيان أصدره الأحد، أنصاره إلى مضاعفة جهودهم للانتصار في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.

وكذلك، أصدرت حكومة أمهرة حيث تقع كومبولشا وديسي، مرسوما الأحد، يأمر جميع المؤسسات بتعليق الخدمات المنتظمة وتخصيص ميزانياتها وطاقتها لـ"حملة البقاء".

وتقع المدينتان المجاورتان لأمهرة (جنوبي تيغراي)، على بعد حوالى 400 كلم شمال أديس أبابا، وعن أهميتهما الاستراتيجية يقول سليمان إن هذه المعركة "هي خيار  أخير للقيادة العسكرية في تيغراي".

وأضاف: "جبهة التحرير فشلت في محوري الحمرة وعفر، ولم يتبق لها إلا محاولة كسب مواقع على الأرض في منطقة شمال إثيوبيا وتحديدا في إقليم أمهرة".

وحول السبب وراء هذا التقدم العسكري، يقول سليمان إن "طبيعة المنطقة تسمح للعناصر التحرك بسهولة، حيث أن شعب تيغراي يعرفها جيدا، بالإضافة إلى أن هناك حاضنة شعبية لهم سهلت دخول الجبهة الشعبية إليها"، مؤكدا أن مساندة السكان للمتمردين يشكل "عنصر تأمين" لهم.

وأعلن جيش تحرير أورومو، وهو مجموعة متمردين من إثنية أورومو، أن مقاتليه دخلوا بلدتي كيميس وسينبيت الواقعتين جنوبي كومبولشا.

وأدى انتشار القتال في عفر وأمهرة إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، ما زاد من المحنة الإنسانية. وقدرت سلطات أمهرة أن ما لا يقل عن 233 ألف مدني فروا من تقدم المتمردين حتى سبتمبر الماضي، ووجدوا ملجأ في ديسي وكومبولشا.

وعادت منذ يونيو الماضي، الشرارة إلى النزاع في تيغراي الذي بدأ في نوفمبر 2020 حين أرسل رئيس الوزراء الجيش إلى الإقليم للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي الحاكمة محليا، مبررا العملية بأنها رد على استهداف قوات الجبهة معسكرات للجيش الفيدرالي.

لكن المتمردين استعادوا السيطرة على معظم المنطقة، في يونيو الماضي، وأجبروا القوات الإثيوبية على الانسحاب إلى حد كبير. وواصلوا هجومهم في مناطق أمهرة وعفر المجاورة.

وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى إقليم تيغراي حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.