مطالعة وبائية من الخرابشة

قدم وزير الصحة الاسبق سعد الخرابشة ، الخميس،  مطالعة وبائية بخصوص فيروس كورونا بعد ارتفاع عدد الاصابات والوفيات في الاردن

وتاليا نصها : 

"مطالعة وبائية تحليلية لإصابات فيروس كورونا المسجلة في المملكة الأردنية الهاشمية خلال شهر تشرين أول/أكتوبر 2021 موزعة حسب الفئات العمرية مع التركيز على السن المدرسي اعتمادا على بيانات وزارة الصحة"

لدى تحليلي لنتائج عينات البي. سي.آر المخبرية التي جمعت خلال الأسابيع الوبائية الأربعة الأخيرة من 2/10-29/10 لعام 2021 وحسب الفئات العمرية التي جمعت منها هذه العينات تبين ما يلي:

بلغ مجموع العينات المفحوصة 803724، ثبت إيجابية 35099 إصابة وبنسبة إيجابية اجمالية 4.4%.

بلغ مجموع العينات المفحوصة من الفئة العمرية 6- 17 سنة (السن المدرسي) 200190 عينة وكان عدد الإصابات بينها 12272 إصابة وبنسبة 6.1 %.

كانت نسبة الإيجابية للفئة غير محددة العمر الأعلى بين كافة النسب حيث بلغت 11.1 %، والحاجة تقضي هنا إلى ضرورة تحديد العمر مستقبلا لهذه الفئة لأهمية ذلك في تفسير النتائج ومعرفة من هي الفئة الأكثر اختطارا، علما أن هذه الفئة احتلت 6.7 % من مجموع الإصابات.
بلغت نسبة الإيجابية في الفئة العمرية 6-17 سنة (وهي التي تمثل السن المدرسي) 6.1 %، تلتها مباشرة الفئة العمرية 65 سنة فما فوق حيث كانت نسبتها الإيجابية 5.7 %.

أما لماذا هاتين الفئتين (السن المدرسي وكبار السن) كانت نسبهم الأعلى بعد استثناء الفئة غير محددة العمر فيمكن أن يعزى إلى تدني نسبة التطعيم بين كبار السن وانعدامه تقريبا لفئة السن المدرسي.

هنالك ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي أن نسبة الإيجابية بين الأطفال دون العشر سنوات انخفضت بنسبة الثلث عنها للأطفال بعمر 10-17 سنة، حيث كانت تساوي 4.2 % بين صغار الأطفال وهذه الملاحظة تتفق مع الدراسات العالمية.

ملاحظة أخرى ذات أهمية وبائية أن نسبة الإيجابية بين الشباب في السن الجامعي (18-24 سنة) كانت تساوي 3.5 % وهي النسبة الأدنى بعد نسبة الفئة العمرية 25-34 سنة. ويمكن أن يعزى ذلك لارتفاع نسبة التغطية بالتطعيم بين طلبة الجامعات حيث أعلنت وزارة التعليم العالي يوم 3/11 أن نسبة التغطية تجاوزت 89 %.
  
25 % من مجموع العينات جمعت من الفئة العمرية 6-17 سنة (وهي التي تمثل السن المدرسي).

35% من مجموع الإصابات حدثت بين الفئة العمرية 6-17 سنة (وهي التي تمثل السن المدرسي).

         وهذه الفئة العمرية تشكل نسبة 26.1 % من مجموع السكان.

خلاصة القول أنه يجب عند قياس مستوى الخطورة للعدوى النظر أولا الى مقارنة نسب الإيجابية بين مختلف الفئات العمرية كون هذه النسب أكثر مصداقية وأهمية من القول بأن حصة فئة عمرية معينة من الإصابات أعلى من حصص باقي الفئات العمرية كوننا نوزن عدد الإصابات التي تحصل للفئة العمرية بعدد العينات المفحوصة لتلك الفئة.

فحينما نقول أن 35 % من مجموع الإصابات التي اكتشفت خلال هذه الفترة كانت من نصيب طلاب المدارس فيبدو للمستمع أو المشاهد أن هنالك خطورة كبيرة تتعلق بدور الطلبة في نشر العدوى لكن عند احتساب معدل العدوى بينهم كما تعكسه نسبة إيجابية الفحص المخبري نجد أن هذه النسبة 6.1 % وهي قريبة جدا من نسبة العدوى بين كبار السن (5.7 %). 

وبعبارة أخرى أن من بين 100 طالب يتم فحصهم نجد 6 طلاب مصابين ولا أعتقد أن هذه النسبة مخيفة حيث أن ارتفاعها فوق المتوسط العام للعدوى لجميع الأعمار كان بحدود 1.7 درجة مئوية. 

ومن المعلوم لدينا أن التطعيم لا زال غائبا عن هذه الفئة العمرية ولو نالت حظها من التطعيم كباقي فئات المجتمع لوجدنا هذه النسبة تنخفض لتصبح مشابهة لنسبة طلبة الجامعة مثلا(3.5 %). 

وبناء عليه إذا أردنا لطلاب المدارس استمرار الإنتظام بالتعليم الوجاهي فلا مناص من تبني سياسة التطعيم على الأقل لمن هم فوق عمر العشر سنوات كما هو مطبق في عدد من دول العالم.

أتمنى على الزملاء العاملين في تحليل البيانات في وزارة الصحة وعلى الإخوة الذين يصرحون عبر وسائل الإعلام المختلفة اتباع هذا النهج في التحليل وتفسير البيانات لتكون الصورة واضحة أمام المشاهدين والمستمعين والقارئين للرسائل الإعلامية.

 وأن يفترض كل شخص (ولا استثني نفسي) من الذين يصرحون عبر وسائل الإعلام أن هنالك أناس مختصون يستمعون لتحليلاتهم بالإضافة إلى غير المختصين حتى نحترم عقول بعضنا البعض ونوصل رسالة إعلامية واضحة وصادقة للمواطن الأردني.