أرض الأرجوان
حازم قشوع _بلاد كنعان هى الارض المنبسطة الدافئة التى تعرف باسم الشام والتى سكنها بعد الطوفان اهل كنعان قادمين من الجزيرة العربية ومن ثمة غزاها شعوب البحر او بلستو الذين قدموا من كريت
لكن سرعان ما عاد العرب الكنعانيون ليشكلوا الاكثرية على ارض فلسطين ثم هاجر اليها قادما من اور العراق سيدنا ابراهيم حيث رزق بسيدنا اسحق من زوجته سارة التى انجبت له سيدنا يعقوب عليه السلام او (اسرائيل) ليكون من بين ابنائه سيدنا يوسف حتى اخذ بنى اسرائيل فى العلو فى مصر الا ان جاء سيدنا موسى وخرج مع بنى اسرائيل مرة اخرى الى ارض كنعان لكن بعد ان ادخلوا فى التيه الذى شكل برزخا بينهم وبين باب الدخول للارض المقدسة .
الا ان جاءهم النبى يوشع فادخلهم الى ارض كنعان وكانت فلسطنين محكومة فى عهد القضاء الذى استمر لاكثر من قرن من الزمان حكم خلالها اثنى عشر قاضيا ومن بعد ذلك جاء عهد طالوت.
وبعدها جاء عهد الملوك فى زمن سيدنا داوود ومن ثم سيدنا سليمان وبعد وفاته عادت الخلافات بين اليهود وانقسمت ارض فلسطين الى فريقين فقامت فى حينها مملكة يهودا فى القدس ومملكة اسرائيل فى السامرة لكنهم سرعان ما اقتتلوا فمنهم ما استعان بمصر واخر من استعان بالاشورين لكن هذه الحالة انتهت فى عهد الكلداني نبوخذنصر الذى قام بتدمير القدس وتشريدهم ومن ذلك الحين بقى العرب هم سكان ارض كنعان اتباع المسيح واصحاب ارض فلسطين حتى دخل الاسلام اليهم من باب العهدة العمرية ليكونوا معها وعليها الى يومنا تلك وهى قصة ارض كنعان او التى تعنى بلاد الارجوان .
ولان القدس عنوان الطهارة ومعناها فلقد حملت راياتها الالوان الاربعة العربية فكانت راشدة فى العمرية ثم اصبحت بيضاء فى الاموية وعاصمة الدولة الدينية ثم حملت الراية السوداء فى العباسية ثم الخضراء بالفاطمية ثم كانت هاشمية جامعة للثقافة العربية وسيادتها بالرمزية والمعنى وهى الاوان الاربعة التى تميز الارث العربي والموروث السامي الانساني .
كما كانت القدس رمزا للسيادة كانت القدس مركزا للحماية الانسانية التى ترفض الاضطهاد عندما انتفضت القدس لحاضرتها العروبة بعد ما احتلها الصليبيون حيث جاءت هذا الانتفاضة من عجلون الاردنية على يد صلاح الدين ثم اعادها العرب تحريرها من الكرك التى كانت مركز جند فلسطين وعنوانهم فى زمن السلاجقة بعد ما قام الفرنجة باحتلالها فعاد اليها بريقها وسيادتها .
وعاد الارجوان يزهر فى ارض كنعان واصداف البحر تزجوا بالوان الارجوان الحمراء الداكنة وترسم افضل معانى الخير للبشرية من مركز الديانات السماوية والحضارة الانسانية الذى شكله هذا الموروث المتوارث عن اهل بيت المقدس يكون الارجوان رمزا للسيادة ويكون لون الارجوان ثوب الملوك ولباسهم منذ عهد الملوك فى زمن طالوت وجالوت وسيدنا داوود وسيدنا سليمان ثم من بعد ذلك فحملة سيدنا موسى وهارون الى مصر ثم ارتداة المسيح علية السلام وفوقه عباءة فى زمن بطليموس وهيرودس حتى اصبح الارجوان دليل السيادة ولونه القادم من الصدف دليل العظمة والقوة ومركز القرار.
وكان الارجوان الفاتح تلبسه النسوة فى الربيع كونه دليل خير ورمزا للخصوبة وتجعل من فوقة عباءة فى الشتاء لاظهار الدفىء واما الرجال فكانوا يرتدون الارجوان القاتم وهو دليل على السيادة والرفعة ويلبس فوق هذا الثوب الذهب حتى يرى مخملة حتى اخذ الذهب يقزن مع الارجوان القاتم عند الفنيقيين وشكل لهم ولملوكهم رمزية خاصة ميزتهم وامتازوا بها حتى اخذت منطقة السام او ارض كنعان او بلاد الشام تعرف ببلاد السيادة والارجوان يرمز لعزها ومجدها التليد من عهد الملوك الى يومنا هذا .
وتدل زهرة الارجوان اينما نبت على خصوبة الارض واينما ازهرت مكانا للمرعى قشكلت عند الكنعانيين العرب دلاله تشير لاهلية السكنة وعنوانا للسكينة حتى ان الكتب التاريخية ربطت مكان الخصوبة وارض السكن ومكامن الذهب بوجود الارجوان على سطحها حيث قيل انه جاء ليظهر ميزاتها وتميز ارثها فكانت
عنوانا لفلافيوس بعمان ورمزية للحضارة ما بين مكاور والبتراء وطريق مدينتها الوردية وشكلت عنوانا للمجد عند تيفيلوس فى الطفيلة وعنوانا للعز فى طرطوس وتدمر وهى بلاد السلام ارض ملوك كنعان التى شكل عنوانها ودلالة مجدها الارجوان .