صلاة الاستسقاء

فارس الحباشنة
من ايام ننتظر هطول الزخات الاولى من المطر .. ومن يتذكرون لابد ان يتذكرون شتوة ايلول « ذيله مبلول «، وشتوة الزيتون .
لم تمطر حتى الان، الغيوم الرمادية تمر ملبدة دون ان يهطل المطر .. يبدو ان هطول المطر وتاخره ليس شانا مناخيا وبيئيا بقدر ما هو مرتبط بالظروف النفسية المعطوبة والمتعبة والظلم والقهر الذي يسكن نفوس اهل الاْردن .
خبر المطر مهم، خوفنا على بلادنا والشعور بالاسى من شدة الجفاف والتصحر تجعلنا ننتظر هطول المطر بفارغ الصبر .
و صراحة، لما كثر المنتبئين الجويين، وبطلنا نتابع النشرة الجوية على اخبار الثمانية على شاشة التلفزيون الاردني، وطلع علينا راصدون
مودرن، راصدون ديجتيل، واصبح الرصد الجوي هواية وغواية، انقلبت احوال الطقس وودب في البلاد القطح واليباب، وينفذ صبر العباد بانتظار هطول المطر .
.. المطر يتاخر، وخبر المنخفض الجوي تحول وسيلة دعائية وللتسويق التجاري، واخبار المطر تحولت مادة للتسلية والاثارة والتشويق .
و يتسنى اليوم المطالبة بوقف مهزلة الارصاد الجوية .. وعودة هذا الخبر الى حضن الدولة الرحيم والحكيم .
الاردنيون هموا الجمعة لاقامة صلاة الاستسقاء .. والمؤمن الصادق في كل لحظة عبادة وصفو مع السماء يهم طلبا في الدعاء والتذرع لله
بان يرزقنا الغيث ويفك فرجة الضماء الساخط .
العطش استوطن في نفوسنا، والعطش يسري في شرايين اجسادنا، والمساء تشتد كربتها، والغيمات والسحب تمر من فوق سماء الاردن ولا تمطر على ارضنا واهلنا غيثا وخيرا .
خبر هطول المطر يهمني كثيرا .. وخبر هطول المطر اهم من الاخبار التي نسمعها في وسائل الاعلام، اهم من طالع الاخبار بخيرها وشرها .. وكم نحتاج الى مطر، واخبار جفاف السدود، وموت الزراعة الاردنية وانقراضها، والقحط واليباب تغزونا .
في صلاة الاستسقاء ادعو ناصحا من يرى في نفسه ذرة رياء ونفاق وكذب فلا يذهب الى الصلاة .. وليتركوها الى القلوب المفطورة والعطشى الى محبة الله .
صلاة البسطاء والغلابة والفقراء والعطشى، والمهمشين .. صلاة قلوب مؤمنيها تفطر السماء .. صلاة دون وسطاء ودون كاميرات، ودون بخور وادعية لغير الله .