إسرائيل تحت رحمة قطر ومصر
نشرت صحيفة "معاريف” الإسرائيلية، مساء الجمعة، تقريرا مطولا لها حول علاقات إسرائيل مع المجتمع الدولي بشأن الصراع مع الفلسطينيين في قطاع غزة وخاصة الأمم المتحدة وقطر ومصر.
وأفادت الصحيفة في تقريرها بأن إسرائيل ستقع تحت رحمة قطر ومصر بسبب غياب الدور الأممي عن الأوضاع في الساحة الفلسطينية، مضيفة أن التسوية الجديدة التي أقرتها مصر وقطر مع حماس وإسرائيل هي التي مهدت الطريق للهدوء الحالي الذي يسود القطاع، وذلك بحسب ما ترجمت وكالة سوا الإخبارية.
وأضافت الصحيفة أنه "بموجب هذا الاتفاق ستدفع قطر لمصر ملايين الدولارات شهريا، وبالمقابل سينقل المصريون الوقود إلى حماس، وبدورها ستبيع سلطة الطاقة في غزة الوقود لعامة الناس، ومن إيراداتها ستدفع رواتب مسؤولي حماس في قطاع غزة”.
وأوضحت أن "الاتفاقية تم توقيعها من قبل قطر وحماس وحدهما، دون تدخل إسرائيلي ودون مشاركة من الأمم المتحدة، لدعم قطري طويل الأمد لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الفلسطينية التي يعتبرها النظام المصري عدوا”.
وأشارت إلى أن "مصر وقطر تلعبان دورا رئيسيا في قضية قطاع غزة، أما بالنسبة للأمم المتحدة فهي كانت تلعب دورا محوريا في أي تحرك سياسي أو اتصال مهم بين إسرائيل وغزة أو السلطة الفلسطينية”.
وقالت "في الآونة الأخيرة يبدو أن موقف الأمم المتحدة آخذ في الضعف، حيث أنه في رام الله يرفضون مشاركتهم ما يجري وراء الكواليس، خاصة فيما يتعلق باتصالاتهم مع الولايات المتحدة وإسرائيل”، بحسب ما نقلت وكالة سوا.
وبحسب الصحيفة فقد "كان معظم مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط من الدبلوماسيين الدوليين ذوي الخبرة، حيث أنهم عملوا مع فريق صغير من مكتبهم في حي أرمون هنتسيف في القدس، والمكتب يرأسه حاليا الدبلوماسي النرويجي تور وينسلاند”.
وأضافت أن "السبب وراء عدم سماع معظمنا عن عمل هؤلاء المبعوثين يتعلق بطبيعة عملهم الهادئ، وحقيقة أنهم لا يحتاجون إلى علاقات عامة مع الإسرائيليين”.
ولفتت إلى أن "من يتواصل معهم من أصحاب القرار في القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل يعرف أن دورهم معقد ويتطلب الاستماع المستمر إلى كل طرف من الأطراف المتنازعة حيث يجب على المبعوث الخاص بالأمم المتحدة التعرف على المشاكل المتنوعة لكل طرف في النزاع”.
وأكدت أن "استبعاد المبعوث الأممي كطرف في اتفاق حل مشكلة قطاع غزة يعكس حالة وجود السفير القطري محمد العمادي الذي أصبح مؤخرا محببا لوزارة الجيش في إسرائيل من جهة ومحبوبا من نوع ما من جانب المصريين”.
ونوهت الصحيفة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "اعتاد أن يرى الأمم المتحدة شريكا في كل خطوة سياسية في المنطقة، لكنه يتجاهل وجودها هذه الأيام ويفضل تنمية علاقاته مع المبعوث الأمريكي هادي عمرو، والتودد للقطريين والمصريين”.
وقالت "حتى حماس بدأت تظهر نفاد صبرها تجاه ممثلي الأمم المتحدة، حيث أنه في 21 حزيران (يونيو)، وبعد شهر من انتهاء جولة التصعيد في قطاع غزة، استضاف مكتب يحيى السنوار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط وفي نهاية الاجتماع تركه يشعر بالخجل حيث خرج السنوار للصحافيين الذين كانوا ينتظرونه عند مغادرته الاجتماع، وفي مفاجأة، وخلافا لكل الآداب، هاجم السنوار ضيفه وادعى علانية أن لقاءه معه كان سيئا".
وأضافت أن "استياء حماس بقي على ما هو عليه رغم مرور الأيام لأن حماس تعتقد أن الأمم المتحدة بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر فاعلية بشأن إعادة إعمار غزة”.
وأوضحت أنه "لعقود من الزمان، كانت الأمم المتحدة لاعبا رئيسيا في اتصالات الحكومات الإسرائيلية مع أعدائها في مناطق الصراع، وفي الماضي، توسط مبعوثوها في اتصالات بين إسرائيل وحزب الله أو سوريا، واليوم تتركز معظم مهام الأمم المتحدة في غزة إلى حماس، وحظيت بتقدير كبير من قبل جميع الأطراف”.
وأضافت أن الرسائل التي نقلوها في حالات الحروب ساهمت في إنقاذ الأرواح، أو تقصير أيام القتال، وتجنب المعاناة من الجانبين.
وقالت "مهمة أخرى مكلف بها مبعوثو الأمم المتحدة في المنطقة هي زيادة رأس المال من أجل الاحتياجات الإنسانية، حيث حصلت الأمم المتحدة خلال العدوان الأخير على نصف مليار دولار من أجل إعادة إعمار قطاع غزة من الدول المانحة”.
وأشارت إلى أنه "عندما وافقت إسرائيل على نقل الإسمنت لإعادة تأهيل المنازل المتضررة، راقبت الأمم المتحدة استقباله عند حاجز إيرز، وعرفت كيفية توزيعه فقط على أولئك الذين دمرت منازلهم أو تضررت ومنعت وصوله إلى الجناح العسكري لحماس”.
وأكدت أنه "في غياب الأمم المتحدة عن اللعبة الإقليمية، أو إضعافها، قد تجد إسرائيل نفسها تحت رحمة قطر ومصر فقط، لكن قطر ليست صديقة بل أميرة صغيرة عصبية المزاج في صراع من أجل البقاء وعندما يشعر الأمير ورجاله أن مصلحتهم تتطلب الانفصال عن إسرائيل أو إدارة ظهورهم لها سوف يفعلون ذلك بين عشية وضحاها”.
وأوضحت "لأصدقائنا المصريين أيضا احتياجاتهم الخاصة فقد لعبوا دورا رئيسيا في قناة الاتصال بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيث سيتصرفون كما تمليه المصلحة المصرية الضيقة، فمهمة مصر الأساسية هي صنع السلام دون الحصول على تعويض”.