من يوجه أزمة المعلمين .. الأخوان أم العشائر ام تركيا وشعارات رابعة المصرية ؟!

خاص- فيما دخلت"أزمة المعلمين" اسبوعها الثاني، وبلوغها نفقا مظلما، لجهة تعقيد لغة الحوار وانعدامها في مسار اخر، ومع بلورة الرأي العام تجاه احقية المعلمين في تحقيق مطالبهم المادية، وما كشفته من ترهل حكومي ازاء اتخاذ القرار لمطلب شرعي تم تقديمه قبل اكثر من اربع سنوات، وردت عليه وزارة التربية والتعليم عبر وزيرها بمطالبته اثبات ما يٌلزم الوزارة من اوراق وخلافه، مع ما يحمله ذلك من تعنت حكومي يحمل مؤشر واضح ان لا تراجع عن موقف الحكومة.
تقف نقابة المعلمين بخطٍ متوازٍ، فيه من التعنت ما يٌشبه التعنت الحكومي، ولا بوادر هناك لاي منعطف لشعرة معاوية !

المراقب العام، يرى بان شعبية "المعلمين" بدأت بالانحصار، وسبقها وحتى قبل "أزمة المعلمين" انحدار بشعبية حكومة عمر الرزاز.

الطرفان خاسران لا محالة، مع التحفظ على الطرف الثالث والأكثر تضررا لجهة طلبة المدارس بانقضاء نحو اسبوعين على عدم التحاقهم بمقاعدهم الدراسية، وما شكله ذلك من عبئ نفسي عليهم وعلى ذويهم امام مستقبل دراسي مجهول.
الحكومة سارعت ببدء الأزمة بتقديم بينات مالية اظهرت خلالها التكلفة الباهضة التي ستتحملها الخزينة النازفة جراء مطالبة "المعلمين" بعلاوة الـ 50%، فيما رفع حملة لواء الأزمة شعار "النهب" الذي أودى لنزف الخزينة، وبين التبرير الحكومي باستحالة تنفيذ المطالب، واصرار "المعلمين" على الاضراب، بدأت تظهر بالأفق الأيدي الخفية في تحريك فتيل النزاع وبصورة مكشوفة.

هناك ايدي تعمل على تأجيج وتأزيم القضية بقصد تحويلها الى اداة اختراق، يُراد خلالها تصوير الأردن بأنه يعيش "قلائل" سياسية، بيد ان الاشتباكات التي شهدها اعتصام المعلمين في بدء الاعتصام بمحيط الدوار الرابع تم تجييرها الى ما يشبه احداث "رابعة" في مصر، وهنا مربط الفرس كما يقول محلليين سياسيين، بأن الأزمة الحاصلة بين الجسم الحكومي و"نقابة المعلمين، تحركه جهات خارجية، معنية تماما بخلق فوضى داخلية في الساحة الأردنية.

الشواهد كثيرة في هذا المقام، وليس ادق على ذلك من تبني قناة "الأناضول" وهي وكالة شبه رسمية تركية ناطقة بالعربية، لاحداث ومجريات "ازمة المعلمين"، هذا الى جانب قيام احدى القنوات التركية  ببث مباشر وعلى مدار ٢٤ ساعة لحراك معلمي الأردن !

اللافت في عملية تجيير وتوظيف ازمة المعلمين، ان هناك من يحاول دحرها باتجاه الخط العشائري، وقد بدا واضحا تفريغها من ازمة نقابية لمطالب وظيفية، الى صبغة عشائرية، وقد ثبت فعليا ان هنالك تحريك لرموز العشائر المتواجدين في أفرع النقابة في الجنوب والشمال ، حيث يقومون بصفتهم "العشائرية" لا النقابية بتحريك الاحتجاجات والاعتصامات بين فينة وأخرى، في شكل مرفوض للزج بالعشيرة للاصطدام مع الحكومة.

الأخطر، ما استغله البعض من اضفاء طابع "الاخوانية"، على مجريات ازمة المعلمين، البعض اتخذ شعار رابعة، والبعض الاخر حمل شعارات "اخوانية صرفة" والبعض الاخر ايضا اتخذ الخطاب الاخواني على منابر الاحتجاجات، تماما وكأننا حقيقة في ميدلن رابعة في مصر ابان احداث ميدان التحرير في الربيع الأسود المزعوم.

هناك اذن من يحرك الازمة ويغذيها بالنفَس الاخواني، وهناك من يحاول كسب ود الاعلام التركي الموالي اصلا للتيار الأخواني، هناك محاولة تدويل "الأزمة" وهناك من يحفر بالظلام، للنيل من الوطن وقبلا من نقابة المعلمين ومن جموع ابناءنا الطلبة.