نــدوات جادة لهـا اعتـبـار

حمادة فراعنة _بعد حالة السكون والتعطيل بسبب الكورونا لأكثر من عام، بدأ النشاط السياسي والنقابي والحزبي والبحثي، يأخذ مداه في المؤتمرات والاجتماعات والمحاضرات والندوات، حتى وصل إلى حالة الإرباك لمن يهتم في الحياة العامة، ومن يرغب المشاركة، ومن يتوسل الاستفادة والإفادة، ومحاولة توزيع الوقت، وإعطاء الأولويات، لهذا العنوان أو ذاك نظراً لتضارب المواعيد، وإكتظاظها.

الأردن في بيئة إقليمية دولية متغيرة، كانت موضع اهتمام الشراكة بين مركز القدس للدراسات السياسية ومؤسسة كونراد أدينور، ندوة جادة كعادة الشراكة بين المركز والمؤسسة، وحشد من الباحثين من الأردن وفلسطين ومصر والخليج والولايات المتحدة وأوروبا، إلى حد يجعل المهتم مستنفراً يقظاً لأن الأوراق والمداخلات والحوار والنقاش يتسع مداه، ويدفع المراقب المنحاز، ليكون أسيراً لحسن المتابعة ودقة الالتقاط لما يرى أن له الأولوية.

لا شك أن الأردنيين من الكتاب والحزبيين والمثقفين والباحثين يجدوا أنفسهم أمام مسؤولية عرض معاناة شعبهم وبلدهم وتطلعاتهم لتقديم صورة واقعية للمشهد الأردني، ولكنهم ربما كانوا أشد اهتماماً ليستمعوا لرؤية الآخرين وانطباعاتهم الجدية غير المجاملة عن الأردن، من مواقعهم العربية والدولية ولذلك يمكن الاختصار أن قراءة وتوصيات وخلاصات مؤتمر «الأردن في بيئة إقليمية ودولية متغيرة» وحدود الفرص المتاحة له وأمامه وكيفية استثمارها، مادة جديدة لأن تكون أرضية للقراءة والفهم لعل من يشعر بالمسؤولية يستفيد من هذه الخلاصات والنتائج، لتنعكس على كتاباته إن كان صاحب كلمة، وأمام المسؤولين إن كانوا أصحاب قرار.

النشاط الثاني اقتصر على مشاركة الأردنيين بنفس التوقيت والمزاحمة، جلسة قراءة التوصيات نتيجة سلسلة لقاءات مهنية بادر لها ملتقى النهضة العربي الثقافي بالتعاون مع منظمة أرض للتنمية، المتعلقة بالشأن الصحفي والإعلامي والثقافي في الأردن، وحضرها أكثر من ثلاثين إعلامياً، لمناقشة الاقتراحات والتوصيات المعدة حصيلة خمس جلسات سابقة بهدف وضع ورقة تتضمن حصيلة اللقاءات بين المهنيين المختصين، متوسلين وضع قاعدة تهتم بمعالجة المشهد الإعلامي والصحفي والثقافي لبلدنا، عبر تطوير تشريعات ناظمة، ومعالجة السياسات العامة والممارسات والتطبيقات العملية، لدفع المشهد الإعلامي والصحفي لمكانة تليق بالتطلعات الأردنية، توازي مخرجات اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية للأردنيين.

المداخلات المهنية من المشاركين أصحاب الاختصاص، كانت فعلاً وحقاً تحتاج لمشاركة أصحاب القرار في النقاش يسمعون ويقدمون رؤى ليكونوا معاً في نقل توصياتهم إلى مؤسسات صنع القرار السياسي والإعلامي، لينعكس ذلك على أدائهم، ويعملوا وفق الحاجة الوطنية لتطوير مؤسساتنا الإعلامية.

ندقق في المتابعة، ونجد أن ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني بمبادراتها على مختلف عناوين الموضوعات التي تهم الأردنيين، تتوسل خدمتهم، عبر مؤتمراتها وتوصياتها ومعالجاتها المهنية