الصحراء المغربية والمسيرة الخضراء

حازم قشوع _منذ عام 75 والمغرب يؤكد عبر المسيرة الخضراء التى ينظمها ابناؤه وفى كل عام على وحدة التراب المغربي الذى كانت قد اقرته الولايات الصحرواية كما اقرته قرارات الشرعية الدولية كما عملت على شرعنته دبلوماسيا الكثير من الدول العربية والدولية من خلال ايجاد قنصليات فى العيون او فى الداخلة فى قلب الصحراء المغربية .

وفى الاسبوع الاول من نوفمبر بكل عام يحتفل المغرب بوحدة التراب المغربي عبر مسيرة سلمية خضراء تعبر رمزيتها عن مكانة الصحراء فى وحدة التراب المغربي ودور اهالى الصحراء المغربية فى حمل رسالة البناء الوطنى من خلال تفاعلية اداء تقوم على الوطنية الملكية والمواطنة المغربية والتى برز اوجها من خلال نسبة التصويت والمشاركة الانتخابية التى كانت الاعلى فى صناديق الاقتراع فى الانتخابات المحلية والنيابية التى تم اجراؤها فى وقت سابق من هذا العام .

وهو ما يؤكد على معانى المواطنة والالتزام بقيمها التى اساسها الولاء والانتماء وهى القيم التى جعلت من المواطن المغربي فى الولايات الجنوبية يصوت لصالح الدولة ونهجهها وينتخب ممثليه فى المحليات كما فى مجلس النيابي وهو المجلس الذى يعير عن سيادة الدولة ويفضى لتشكيل الحكومة وكما يؤكد القسم الدستورى على وحدة التراب المغربي الذى بينه العقد الاجتماعي بنصوصه الدستورية باعتباره يشكل المرجعية العامة للجغرافيا والديموغرافيا الكلية فى الدولة المغربية .

ولقد استطاعت الدولة المغربية عبر مسيرتها التنموية التى يقودها جلالة الملك محمد السادس ان تسهم اسهامات حقيقية فى ترجمة تطلعات ابناء الصحراء المغربية فى التنمية والنماء وذلك فى خلال برنامج الحكم الذاتي الذى اعطى صلاحات ذاتية ادارية واسعة والبرامج التنموية المرافقة الاى تسمح لابناء الولايات الجنوبية من تمكين العيش بكرامة وسلام كبقية الولايات المغربية الاخرى الامر الذى جعل من المسيرة الخضراء عنوانا لسيرة عمل تحمل مضمون بناء ورسالة خير لاهل الولايات الجنوبية وهو ما عبرت عنة المسيرة الخضراء فى هذا العام .

والاردن الذى يشارك المغرب الشقيق مسيرته الخضراء بافتتاحه لقنصلية اردنية فى مدينة العيون عندما ليعبر عن دعمه الموصول لهذه المسيرة الناجحة التى عبر عندها المجتمع المغربي من خلال التفافه الراسخ حول قيادته وحول مضامينه الدستورية التى جاءت لتؤكد على وحدة التراب المغربي ووحدة المجتمع المغربي فى اطار النظام الملكي الذى يقوده جلالة الملك محمد السادس من اجل رفعة المغرب ونصرة الامة وقضاياها العادلة فالمغرب كما يصفه جلالة الملك عبدالله الثاني دائما يشكل ركنا اساسيا فى بناء الامة لذاتية وجودها وقوام حضورها فالعلاقات الاردنية المغربية تشكل دائما نموذجا للعلاقات الاخوية التى تربط الاشقاء بعضهم ببعض و التى نريدها ان تكون ماثلة عن جميع المجتمعات حتى تعود الامة لمجدها وتعود اليها مكانةحضورها .

فان السجالات البينية بين الاخوة او المشاحنات الجانية بين الاشقاء لا تخدم احدا ولن تفيد الا تلك الاطراف التى تسعى لتاجيج حالة بافتعال ازمة وتعمل لتوسيع درجة الشقاق بين الاشقاء فالعلاقة الجزائرية المغربية هى علاقات تاريخية واصيلة وهى صلبة بما يكفى لتكون اكبر من كل الدسائس التى يكيدها الاطراف المتداخلة اليها يريدها البعض ليدخل من جحر يقوم بحفر من اشعال نار فتنة فالحوار مطلوب كونه اساس الحل وعنوانه فمهما حاول البعض النفخ فلن يجد فى طابع العلاقات الاخوية سوى تلك المياه الصافية النقية .