نريد أجنحة لأحمد «الطيّار»
رمزي الغزوي _أسمّيه منذ الآن «أحمد الطيّار»، بل وأراه بكامل أناقته وقيافته تتناقل أخباره كبريات الصحف والمواقع الإخبارية حين يقود طائرته المدنية أو العسكرية محققا حلمه الكبير. بل وأراه في جولة في سماء كفرنجة/ عجلون تحية لوالدته، ومن وقف بجانبه. فمن قال إن الأجنحة وحدها تكفل القدرة على الطيران أو النهوض. فثمة من لهم أجنحة وهم زاحفون ضامرون. وثمة من كان يزحف وقد حلق إلى النجوم والمجرات. فلا شيء يقف أمام همة الإنسان.
أحمد ذو همة تقارب الثريا وأبعد. فمن واتته الفرصة، وقرأ عيني هذا الطفل؛ سيجد الشجاعة تتدفق منهما، كوادي الطواحين في شتاءات كفرنجة، وسيرى شموخا شامخا، كأشجار الحور حين تزنر خرير مائه وسمائه؛ وسيجد نظرة ثاقبة تقول: لا مستحيل لما أراد شيئاً بكامل قلبه وجلَّ شغفه.
قبل 11 عاما، وحين سمعنا عن طفل ولد بلا أطراف تحسر كثير منا على حاله وما ستكون عليه، وكيف سيستطيع أن يجاري حياة يعجز عنها ذوو الأطراف والأجنحة والريش القوي أحيانا. واليوم أحمد في الصف الخامس الأساسي، مجد مجتهد ذو عزيمة عارمة، لا يملك إلا إصراره البليغ على الحياة، وحلماً مخبأ في أمنيات بسيطة، مثل أن تكون له يدان، وأصابع يشير بها إلى معلمته حين يود أن يجيب عن سؤالها، وقدمان يراكض بهما أقرانه لعبا في ظلال الزيتون.
أحيي هذا الفتى الذي خلق بابتسامة آسرة تؤثث وجهه. وأحيي صمود أهله، والدته خصيصاً والتي تتفرغ لمتابعته رغم ضنك الحال والأحوال، ورغم حملها بشقيق له، وأحييها حين تقول له إنه جزء منها، إذا همس بأنه بات ثقيلا عليها. وأشيد بمدرسة روابي كفرنجة النموذجية الخاصة ومالكها ومديرتها على تقديم دراسة مجانية له، مع رعاية استثنائية طيلة السنوات السابقة. وأحيي زملاءه وأصدقاءه حين يسندون حلمه بكل هذا الحب.
وأهيب بكل من يقرأ ويسمع هذا النداء وهذا الحلم، من مؤسسات حكومية وشعبية وشركات أن يساعدوا عائلته؛ كي تحفظ صموده وتربي حلمه كما ينبغي للأحلام أن تربى. وأن يعملوا على توفير فرصة عاجلة لتركيب أطراف له تجعله قادرا على تنفيذ ما يطمح به، ويحلم بتحقيقه. كونوا عونا لأحمد الطيار.