الاحتلال وتهويد المسجد الأقصى وإستراتيجية المواجهة
سري القدوة _ممارسات الاحتلال العسكري وفي ظل حكومة الائتلاف العنصري باتت تتصاعد في مدينة القدس وتزداد الأوضاع تدهورا نتيجة تواصل الانتهاكات بحق الحرم القدسي الشريف وتدنيسه من قبل قطعان المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة بحماية شرطة الاحتلال والاعتداء بوحشية على المسلمين الأبرياء في المسجد الأقصى قبلة الإسلام الأولى، كما تستمر حكومة الاحتلال محاصرتها للوجود الفلسطينيى في الضفة الغربية المحتلة وتمارس التوسع الاستيطاني ضمن اضخم عمليات التهويد الاسرائيلية للمدن الفلسطينية من اجل مواصلة إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بعاصمتها القدس الشرقية.
ومن الواضح هنا وفي ظل النهج الاسرائيلي المتبع للتعامل مع الاحداث وطبيعتها بان حكومة الالتفاف العنصري تعكس سياسات تعاملها الى المزيد من التدهور في الوضع القائم بجميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة وان الامور تزداد خطورة ولا يمكن استمرار الصمت الدولي عليها ويجب اتخاذ المزيد من الخطوات لوقف سياسة تهويد القدس الشرقية ووضع مخطط لإعادة الاعمار الشامل لما دمرته الحروب في قطاع غزة ووقف سياسة الاستيطان والعنف الذي يمارسه جيش المستوطنين وعمليات الهدم والإخلاء والاقتحامات المتكررة في المنطقة (أ) والتي لا تزال تقوض السلطة والمؤسسات الفلسطينية وآفاق التوصل لحل قائم على الدولتين .
لا يمكن استمرار تلك السياسة المتبعة كأمر واقع يتم فرضه علي الشعب الفلسطيني والضغط في اتجاه الحلول القصيرة الأجل التي تركز على تحقيق الاستقرار الجزئي في الأزمات الأخيرة وإدارتها بفرض حلول اقتصادية بما يخدم سياسة الاحتلال، ولا بد هنا العمل وبشكل جماعي وفي نطاق المجتمع الدولي من أجل المضي قدما في معالجة القضايا السياسية الرئيسية وإحراز تقدم مستدام في كلٍ من هذه المسارات الأمر الذي يتطلب رؤية عربية وإسلامية وإستراتجية شاملة لمواجهة مخاطر استمرار الاحتلال والتوسع الاستعماري في فلسطين .
ودائما كانت قلوب جميع العرب والمسلمين والأحرار في العالم تتوحد وتلتف حول مع المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية كون ان قضية القدس تمس عقيدة كل مسلم على وجه الأرض وعلى المسلمين جميعًا واجب الدفاع عنها وحمايتها ومساندة الشعب الفلسطيني ودعم صمود ابناء بيت المقدس وتعزيز امكانياتهم من مواجهة سياسات الاحتلال الاسرائيلي الخطيرة والتي تهدف الي مصادرة الحقوق الدينية وتهويد المسجد الاقصى المبارك .
وفي ضوء ذلك يجب على العلماء ورجال الدين في العالم الإسلامي القيام بواجباتهم واتخاذ خطوات واقعية ملموسة لحماية المسجد الأقصى ومساندة المرابطين فيه الذين يدافعون عن عقيدة الأمة الإسلامية وكرامتها وعدم الاكتفاء بإطلاق الشعارات وبيانات الإدانة والاستنكار فتلك المخططات الاسرائيلية والجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال تضيق الخناق يوما بعد يوم وتلف الحبال على عنق فرصة تحقيق السلام، وباتت تشكل خطرا كبيرا على مستقبل وواقع المسجد الاقصى ولا بد من التدخل العاجل من اجل وقف هذه الممارسات الاسرائيلية المنافية لكل القوانين الدولية الخاصة بوضع الاراضي الفلسطينية كأراضي محتلة .
القدس ليست قضية الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين وحدهم إنما قضية الإنسانية أجمع ومن هنا لا بد من العمل والتنسيق الفلسطيني الاردني من اجل وضع خطة عمل وإستراتجية موحدة ومشتركة والتنسيق الواسع مع مختلف العلماء ورجال الدين في العالم الإسلامي والمؤسسات الدولية للتأكيد على مركزية قضية القدس ولتطوير خطاب فعال وهادف في سبيل دفع العالم للتحرك من أجل القدس وحمايتها ومواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه في مدينة القدس .