فساد الأثرياء في القبول الجامعي

علي سعادة

صدر أخيرا حكم بسجن الممثلة الأمريكية فيليستي هوفمان 14 يوما وتغريمها 30 ألف دولار وفترة مراقبة وعمل في الخدمة العامة بعد أن أقرت بالذنب بدفع مبالغ مالية لتزوير قبول ابنتها في اختبار (سات) لدخول إحدى الجامعات الجامعات الأمريكية.
وهوفمان واحدة من بين 51 من أولياء أمور أثرياء ومتنفذين ومشهورين وجهت لهم اتهامات في مخطط بالتآمر واستخدام الرشوة والتحايل لضمان دخول أبنائهم جامعات بارزة. 
يذكر هنا أن هوفمان هي بطلة مسلسل « desperate housewives». 
ترى كم أب وأم وولي أمر في الأردن والعالم العربي تحايل ودفع رشاوي وخدمات  بطريقة أو بأخرى لضمان حصول ابنه أو ابنته على مقعد جامعي ليس من حق ابنه أو ابنته، وكم واحد منهم مستعد للاعتراف بالذنب كنوع من راحة الضمير، خصوصا بعد صدور قائمة القبول الموحد والتنافس على مقاعد الدراسة الجامعية؟!
لقد شكلت قائمة القبول الموحد صدمة للكثيرين بسبب ارتفاع معدلات القبول في تخصصات لم يكن يتنافس عليها أحد وكان يقبل بها الطالب مضطرا، ولم ينجح نحو 2700 طالب في الحصول على أي مقعد جامعي مع أن معدلاتهم كانت فوق 80% بسبب ما يسمى «إساءة الاختيار».
كانت الأيام الماضية فرصة للمزايدة في معدلات القبول حتى في الموازي حيث لا يزال مئات الطلبة في انتظار صدور الدفعات الإضافية من الموازي للحصول على مقعد جامعي، رغم أننا نعرف بأن تدريس طالب واحد فقط على الموازي سيقصم ظهر ويثقب جيب أفضل الآباء والأمهات. 
وفي ظل وجود الاستثناءات التي تستحوذ على أكثر من 60% من المقاعد الجامعية فإن الصورة ستكون قاتمة جدا أمام أي طالب/ طالبة وأمام أسرهم التي تنتظر دخول أبنائها مرحلة جديدة من حياتهم.
وسيبحث معظم أولياء الأمور عن أية طريقة لحصول أبنائهم الأعزاء على مقعد جامعي يناسب رغبته ومعدله في الثانوية العامة.
ولا نبرر هنا ما يقوم به بعض اولياء الأمور، لكن الضغط التي تسببها سياسة القبول الجامعي والاستثناءات تشكل أداة ضغط ثقيلة على قلوب وجيوب الأسر التي يتآكل دخلها شهريا بسبب متطلبات الحياة.
إن أي محاولة من اي شخص، مسؤولا أو مواطنا، للحصول على مقعد جامعي دون وجه حق فيها شبهة شرعية وأخلاقية وقانونية، لكنها شبهة تمارس على نطاق واسع بانتظار صحوة ضمير أحدهم.