عمان، ووليمة بركاء
حازم قشوع _فى اواسط القرن الثامن عشر دعا والي صحار فى حينها احمد بن سعيد البوسعيدي قادة جيوش الفرس الى وليمة وداع بعد ان انهكتهم الحرب واجبرتهم على انهاء الاحتلال قبل ان يعمد بهم بالسيف ويضمن ان لا عودة للفرس الى عمان ويقوم جيشه بالخارج بالقضاء على كل جنود الفرس وقادتهم وشعال السفن بمن حاول منهم الهرب عبر البحر وهى الوليمة التاريخية التى انهت الاحتلال الفارسي لعمان وقام بتاسيس لحكم عائلة البوسعيدية فى عمان منذ عام 1744 حتى الان فى سلطنة عمان التى كانت تعرف بامبراطورية البحر الممتدة من سواحل الهند الى افريقيا فى زنجبار وجزر القمر كما تمتلك اراصى شاسعة من الجزيرة العربية فكانت وليمة البركاء منطلق لعمان التى عنونت تاريخ استقلالها .
ويعود تاريخ نشاة المجد العماني فى العصر الحديث الموثق الى مطلع السادس عشر حينما اكتشف الاوربيون راس الرجاء الصالح ليربط قاره اسيا واوروبا عبر جنوب افريقيا لكن ذلك اسقط بظلاله على عمان التى كانت محكومة من الدولة النبهانيه فى حينها وهو
ما اغرى الدولة البرتغالية لاحتلالها عام 1507 لكن بعد نحو سبعين عام من الاحتلال خرج القائد العمانى ناصر اليعربي لينجح فى استعادة الموانىء والمدن المسلوبة وعلى راسها صحار ويجبر البرتغاليين على دفع الجزيه ثم جاء من بعده سلطان بن سيف اليعربي ابذى اعلن قيام دوله اليعاربه عام 1642طرد اخر فلول البرتغاليين بمعركة طوى الروله وبعد ذلك ضعفت الدولة العربية وليظهر محتل جديد عنوانه الفرس فعملوا على احتلال عمان حتى ظهر قائد عماني بارز هو احمد بن سعيد الذى كان له الفضل فى تغير تاريخ سلطه عمان المعاصرة.
ويعود نسب احمد بن سعيد الى قبيلة البوسعيد باتصال نسب الى سعيد الهنائي فى قبيلة زهران وعندما استعادة سيف اليعربي ليسند اليه مهاما فى ساحل الاحساء وولاية صحار ويذيع صيت احمد بن سعيد بين القبائل الى ان استنجد سيف بن سلطان بالفرس لتمكين حكمه مما ساء الفرس الناس وقاموا بالسلب والقتل وترهيب العامه حتى قام العلماء وشيوخ القبائل اختيار امام جديد وهو سلطان ابن مرشد اليعربي الذى قاد قواته لفك الحصار الايراني عن صحار لكنه قتل ليبزغ نجم احمد بن سعيد الذى قاد الجيوش العمانيه وقاتل الفرس حتى ارغمهم على طلب الصلح ثم قام وليمه يركاء .
ومن بعد ذلك فتحت ابواب عمان امام الامام احمد بن سعيد وتم مبايعته فى الرستاق العاصمه انذاك من قبل العلماء وشيوخ القبائل اماما على عمان عام 1744لتنتهى دوله اليعاربه وتبدا دولة البوسعيديين ويقوم الامام احمد بن سعيد باعاد عمان الى سابق مجدها وتشهد عمان تطور اقتصادى كبير ومكانه عسكريه مهمه عندما ارسل الامام احمد بن سعيد المركب العملاق الرحماني ليفك حصار الفرس عن البصره بعهد الدولة العثمانية ليخصص السلطان العثماني خراج سنوي من البصره يدفع لعمان من بعد هذا التاريخ توالت سلاله احمد بن السعيد المعروف بالمتوكل على الله بالحكم عبر ولده سعيد ثم جاء من بعده ابنه حمد الذى بدوره نقل العاصمه منوالرستاق لتكون فى مسقط لياتى من بعد ذلك العصر الذهبي بقياد سعيد لن سلطان لتمتد الدولة العمانية من الصومال شمالا الى موزنبيق جنوبا وبعض من ساحل الخليج واجزاء من الهند وايران الى ان تدخل بفعل النفوذ البريطاني بمرحله اقتتال داخلى كبير استمرت قرابه القرن وهو ما اثر فى عهود تركى وفيصل وتيمور قبل ان يستلم سعيد ابن تيمور حكم عمان الممزقه عام 1932 جراء معارك كانت قد قسمت عمان الى فدراليات بين الداخل والساحل بموجب اتفاق رعاه البريطانيبن لكن الامام سعيد لم يكن على وفاق دائم مع الانجليز ليعود التمرد الداخلى ضده فى حادثه مقتل وادى مرباط وتشهد واحه البريمي تمرد من غالب الهنائي وشكل بدره حكومه منفى بتزام من خساره عمان ولايه زنجبار اندلس عمان عام 1964 ليعود الحكم من بعد ذلك للسطان قابوس بن سعيد بعد تخرجه من جامعة سانت هيرتس البريطانية العسكرية لتبدا نهضة عمان عندما علنت وحدتها عام 1976 وتسهم سياسات السلطان قابوس الانفتاحيه فى الداخل بتشكيل نهضه تعليميه وخدماتيه والصحيه وتنمويه وتطوير البنية التحتية كما عمد على تشييد عمان الحديثة ومؤسساتها وينسب اليه تشييد عمان الحديثة .
وليتسلم الحكم بعد وفاه السلطان قابوس بن سعيد فى عام 2020 السلطان هيثم بن طارق الذى يعول عليه فى احداث نهضه حقيقيه بعمان لامتلاكه مخزون ثقافى واسع وشخصيه كاريزميه مؤثرة ومكانة سياسيه مقدرة هذا اضافة الى رؤية تنموية استشرافية تقوم استراتيجية عمل يعتزم البناء عليها تنفيذ محتواها .
والاردن الذى يشاطر عمان احتفالاتها بذكرى الاستقلال ويتنمى لها دائم التقدم والنجاح فى مسيرتها التاريخية الرائده فانه يؤكد كما اكد جلالة الملك عبدالله الثاني على اهمية تعزيز هذه العلاقة التاريخية وتاصيل محتواها سيما والاردن تربطه بسلطنة عمان علاقات تاريخية مشتركة وتربطه علاقات مشاركة عديدة فى المجالات الأمنية والتجارية والصحية والزراعية والمعدنية لما تتمتع به عمان من مخزون استراتيجي فى الثورة الطبيعية فى النفط كما فى معادن النحاس والحديد كما تربط الاردن وعمان 19 اتفاقيه فى قطاع الاقتصاد والتجاره حيث ساهمت الكفاءات الاردنيه بالنهوض بالسلطنه فى مجالات التغليم والاعمار كما عملت الكفاءات الاردنيه على انشاء اول سوق مالي بالسلطنة ويعمل جلالة الملك عبدالله الثاني واخوه جلالة السلطان هيثم بن طارق على استمرار تعزيز هذه العلاقه وتمتينها فى شتى المجالات الحيوية لخدمة الشعبين الاردنى والعماني وفى رفعة الأمة كما فى دعم الجهود الرامية لدعم القضية المركزية للامة ومن اجل استعادة الأمة لعظيم مكانتها .