لماذا ننسى أردنيي المهجر؟
فارس الحباشنة _اردنيون يتبوأون ويعينون في مواقع سياسية وادارية ودبلوماسية و اكاديمية مهمة في دول الغرب .
وسمعنا عن اردنيين عينوا مستشارين للرئيس الامريكي بايدين، وفازوا في انتخابات الكونغرس والمجالس البلدية في نيوريك ومتشغان .
في دول اوروبية عين اردني / فلسطيني مديرا لجهاز امني .
و اردنيون مهاجرون عينوا سفراء لبلادهم في عمان، هجرة عكسية .
لا احد ينكر ان الاردن مجتمع علم ومعرفة، وان الاردنيين من اهل الكفاءة والخبرة علما ومعرفة .
و صدروا لدول العالم من «خيرة الخيرة «، في شتى العلوم والحقول المعرفية والطبية والانسانية .
هؤلاء رصيد للاردن في العالم .. وقوى ناعمة قد تستعين بها السياسة الاردنية للدفاع عن مشاريعها ومصالحها ، وما قد يواجه الدولة من تحد وصعاب في ملفات وقضايا اقليمية ودولية .. ولا اظن ان وزارة الخارجية الاردنية لديها ادارة مختصة في شؤون اردنيي المهجر .
يعني، ولو على الاقل ان سفراء الاردن في الخارج، يكون لديهم معلومات وبيانات شخصية وعامة عن تلك الشخصيات الاردنية الهامة والناجحة، وان سفراء الاردن في عيد الفطر والاضحى واعياد الميلاد والفصح يبعثون على الاقل برسائل مباركة وتهنئة ، ويتذكرونهم في المناسبات الوطنية والدينية العامة .
واذكر اني ذات مرة التقيت صدفة في قبرص اردنيا يتبوأ موقعا دبلوماسيا هاما في الخارجية الامريكية .. دردشنا، ومن بين ما سألته عن زيارات مسؤولي الاردن الى واشنطن،فاكثر ما فاجأني في اجابته انه لا يعرف من هو السفير الاردني في واشنطن .
واذا ما حصرت السؤال عمن يتحمل المسؤولية، فسعادة السفير الاردني هو المسؤول عن تغافل معرفة شخصية دبلوماسية من اصول اردنية تخدم في الخارجية الامريكية .
واعرف ان يعضهم يزور الاردن، وفي زيارات خارج الخدمة الرسمية، ويهبطون المطار، ودون استقبال، ولا حرس ومواعيد، وبعضهم يستقل تكسي المطار، ويقف على الطريق يشتري قطين وزيتون مكبوس ومخلل .
في الصين، زرت معرضا بحثيا مقاما في بكين، ومتخصصا لاخر الصيحات والتقليعات في علوم وتقنية «النانو « ..اثار انتباهي اسم لعالم عربي، فضولي وحدسي اخذني للسؤال عنه، ومن اسمه الاخير قلت لازم يكون من جماعتنا .
و بالفعل، تبين ان العالم اردني، ويدرس في جامعة امريكية، ومن اهم الباحثين في علوم النانو .. ودردشنا قليلا والتقطنا صورا، وكان قبل ان يسافر الى بكين موجودا في عمان، وقال لي انه زار وسط البلد، واكل صواني كفتة في مطعم «كت كات» ، وذكرني في صورتي المعلقة على جدار المطعم .
وتبين ان «كت كات « قاسم مشترك يجمعني مع العالم الاردني . اردنيو المهجر ملف منسي، ولربما ان انتصارات كبرى للشخصية والعقل الاردني حققت في بلاد المهجر، وتواجه بالنسيان والتهميش.. اردنيون في مطابخ القرار السياسي والعلمي والبحثي والدبلوماسي لاعظم دول العالم .. فلماذا ننساهم اذن ؟!