مع الباشا البزايعة.. الدفاع المدني خط أحمر

الشريط الأخباري : محمود المجالي

إن سلامة وأمن الوطن كما يعني الدفاع عن حدوده الخارجية من خلال درع الوطن رجال القوات المسلحة الأردنية البواسل، أو حماية الجبهة الداخلية للمجتمع من كافة أشكال الجرائم أو الاعتداءات من خلال العيون الساهرة لرجال الأمن العام الأكفاء لكي يأمن الفرد على نفسه وماله ..

ومن يقولَ" غير أنه من الأجنحة المهمة لاستكمال الدائرة الأمنية شعور الفرد بأن هناك من يستمع لندائه حين يتعرض لمكروه أو يصاب بأذى في بيته أو مصنعه وأن هناك من هو على أهبة الاستعداد ليحرك رتلاً من الرجال الذين نذروا أنفسهم لمساعدة غيرهم للحد الذي يقدمون فيه أغلى ما يملكون 
– أرواحهم – لكي ينقذوا أرواح غيرهم..

رجال  الدفاع المدني هم العين الساهرة أثناء الهدوء والمكافحين والمضحيين أثناء الأزمة 

كيف وصل هؤلاء الرجال الشجعان إلى هذه المرحلة ؟

الجواب :
أنه لا بد لهذا العنصر البشري الذي نذر نفسه للعمل الإنساني من أن يدرّب نفسه معنوياً وجسدياً للتصدي للمخاطر وأداء واجبه الإنساني على أكمل وجه ، وأن يتحلى بأفضل الصفات الإنسانية وأفضل المهارات ، وأن يتجهّز بأفضل الوسائل والتجهيزات التي تساعده على مواجهة المخاطر وما ينتج عنها من ويلات وخسائر مادية وبشرية .
الدفاع المدني مثله كمثل سائر الوظائف ، له مبادئه وقواعده ونظرياته ، هو ليس هواية ، ولا خدمة تطوعية لمضيعة الوقت ، إنه صمام الأمان للمواطن ، ويقع على عاتقه حمل كبير من الدورات التدريبية التي يجب أن يخضع لها ، والتي تخوّله تقديم الأفضل والأجود في مجالات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والإغاثة وإدارة الأزمات


هؤلاء هم رجال الدفاع المدني حماة الديار وسند الجبهة الداخلية للمجتمع، وهم الذين تتسع مسؤولياتهم باتساع مساحات التطوير في المملكة وهو الخط الموازي للتطور، فمن غير الممكن أن يكون هناك حالة من اتساع التنمية بعيدة عن كيفية الحفاظ عليها أو التأكد من سلامتها وإلا مثلت خطراً على أبناء المجتمع..

لذا كان الدفاع المدني الوجه الآخر لعملية التطور المجتمعي يسير معه ويتعاطى مع كل مراحلة
إن جهاز الدفاع المدني في تقديري هو جهاز إنساني بالدرجة الأولى، هدفه حماية الإنسان كونه إنسان دون السؤال أو التوقف عند لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو غيرها، فمهمته من أنبل المهام، وهل هناك أغلى من الحفاظ على الروح.

ولاشك أن الدور الذي يقوم به جهاز الدفاع المدني في مملكتنا الحبيبة من الأدوار المشهود لها والتي تعمل باحترافيه وجاهزية، وهو ما يتابعه المواطن  على أرض المملكة عبر مختلف الأحداث، وهي القريبة منا والملموسة عن كثب سواء عبر سرعة التلبية وبخاصة عندما تكون الثواني الفارقة قد تعني الحياة أو الموت أو حدوث كارثة ومنعها وهو ما يجعل من هؤلاء الرجال الأشداء الأمناء في حالة استنفار دائم أو تأهب مستمر..

وهي مهنة تتطلب ممن يعملون بها مواصفات نفسية وعصبية وجسمانية خاصة قادرة على تحمل العمل لساعات لا تعلم لها حدود، فقد تطول العمليات التي يقومون بها أو تقصر، كما أنها تتطلب أن يكون لهم قدرة على ردة الفعل والحركة السريعة والتي لا تترك لهم رفاهية الرجوع إلى الرتبة الأعلى لاتخاذ القرار في بعض الأحيان..

كما أن أجندة العمل اليومية أو طبيعة المهام تأتي بغتة في معظم الأحيان وهو ما يتطلب ذهناً حاضراً قادراً على التفاعل مع الحدث مع وجود ثبات انفعالي يتمتع به رجال الدفاع المدني وإلا حدث نوع من الهلع الذي يعجز معه الفرد عن التفكير السليم، خاصة وأنه عندما يتعامل مع الحادث لديه مهمتان الأولى هي إنقاذ الروح البشرية في المقام الأول، ثانياً أن يتم التعامل مع مسرح الأحداث من منطلق الحفاظ عليه أو التقليل من الخسائر المادية قدر الإمكان..

وهنا تكون إنسانية المهمة واحترافية الأداء التي تتطلب التدريب المستمر على تكنولوجيا العصر ومواكبة أحدث الاتجاهات العالمية، فهو عمل مبني على العلم والمعرفة والمهارة في وقت معاً، وهنا أجد لزاماً علي الإشادة بتعاون أجهزة الدفاع المدني مع مختلف المؤسسات التعليمية والجامعات في إجراء عمليات إخلاء وإنقاذ وهمية في إطار الجاهزية الدائمة.

واستكمالاً للدائرة الإنسانية فإن المهمة لا تتوقف عند حد الإنقاذ غير أن الدائرة تكتمل بطواقمهم المدربة والحاصله على شهادات الدبلوم الشامل من كلية الدفاع المدني على الإسعافات الأولية حتى يتم إيداع المصاب أحد المستشفيات والاطمئنان بأنه في المكان المناسب، فجزء كبير من المهمة يتم بعد عملية الإنقاذ ذاتها ولا يقل في أهميته عن المرحلة الأولى.

إن الحفاظ على الأرواح والممتلكات قيمة عليا، بها تحافظ الدولة على أهم الأدوار المنوطة بها بمعناها الحقيقي، وفي غياب ذلك تحدث الفوضى المجتمعية، خاصة مع الزيادة السكانية وما يتبعها من توسع في مختلف الأنشطة.

هؤلاء هم رجالها الأشداء المخلصين من أبناء الدفاع المدني، الذين كانوا دائماً أذناً تصغي لصوت المستغيث، ويداً تمتد له أملاً في استبقاء الحياة، ونسمة من السعادة لمن حوله من آباء وأبناء تنفطر قلوبهم لمصابهم ويهتز وجدانهم فرحاً لمن كان عالقاً بين اليأس والرجاء.

إن رجال الدفاع المدني في وطننا الحبيب كانوا دائماً صمام أمن وأمان ومصدراً للفرح وصنع السعادة بين أبنائه والمقيمين على أرضه، فلهم منا كل المحبه والتقدير...