(أبو عزيزي) .. الذي أشعل الربيع العربي
ضيغم خريسات ـ
كم من ابو عزيزي يقف اليوم في كل مكان من هذا الوطن وكم من فقير وعاطل عن العمل لا يملك ثمن رغيف خبز أو أجرة باص يركب فيه يبحث عن عمل .. اربعمائة الف اردني اليوم عاطلين عن العمل.. فقراء في كل مكان …طلاب يستجدون رسوم التعليم ووطن يبحث عن ماء .. وآبار تم ردمها وسدود جفّت مياهها حتى نخضع و نرتبط بماسورة مياه قادمة من اسرائيل يغلقون مفتاحها متى شاؤو حتى نسينا أن الله يسقينا .. هو بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.
ابو عزيزي ذلك الذي فجر مشاعر امة عربية تضررت من الاستبداد والجوع والفقر والفساد…حتى تدخلت ايادي الصهيونية واعوانها لتحويل الثورات المطالبة بالاصلاح الى حروب داخلية واستعمار جديد وتمزيق لدول عربية ونهب مقدراتها وثرواتها وسفك دماء ابنائها بين بعضهم البعض.
نحن لا نريد ان يكون لدينا ابو عزيزي في هذا الوطن ولا نريد لايادي اعوان الصهيونية ان تتدخل في ارادة الشعب الاردني الحر الطامح والمثابر الصابر على الجوع والفقر والبطالة ، لكن على صانع القرار ان يتأكد بأن هذا الشعب هو البركان الخامد في ظل الصمت .
بالطبع سيصور لكم كبار المسؤولين في دولتنا ان الامور تسير بالاتجاه الصحيح واننا نبحث عن ماء ومصالح مشتركة مع عدو لم يحترم ادنى معاهدات السلام ضرب كل القرارات الدولية عرض الحائط.
الشعب الاردني يعي تماما ان كبار المسؤولين في جميع مراكز الدولة لا يشعرون بجوعه وفقره أو احتياج ابنائه لرسوم مدرسة او جامعة.
هذا المسؤول الذي كان يسكن غرفتين وصالة حتى اصبح مسؤولا وتغيرت مبادئه ليمتلك قصرا وخدما وسيارات تكفي عشيرة بحالها…واصيب بالزهايمر حتى انه لا يتذكر كيف كان يعيش كأي موظف صغير لديه ينتظر راتبه بفارغ الصبر هذا الراتب الذي لا يكفيه ثلاثه ايام بعد استلامه او كأي متقاعد مدني او عسكري لا يتعدى دخله السنوي بعض مئات الدنانير لا تكفي لتسديد فاتورة الكهرباء والمياه او ثمن خبز وعيش كريم. .. ولا يتذكر الا كرشه وكيف يزيد امتلاءه امتلاء.. حتى ان اجمل ما يميز الاردن ان مثل هذا المسؤول يغادر وزيرا ويعود عينا او مسؤولا او نائبا أو رئيسا لمجلس ادارة يحصد عشرات الالاف من الدنانير ما بين تقاعد ورواتب حتى ينتقل الى رحمة الله.
ويطرح الاردنيون السؤال اليوم ألا يعلم جلالة الملك بتضوّر شعبه جوعا وفقرا واحتقان جراء هذه الفوارق الاجتماعية التي صنعتها فئات استفادت من الهدايا والعطايا والفساد والنفوذ.
وهل يعلم مليكنا ان شعبه قد فقد الثقة بإدارة الدولة وقد بات متيقنا ان النهج لا يمكن ان يتغير.
وهل يعلم مليكنا ان الموالاة اصبحت في كتب النسيان .. اهل الهية "الكرك الابية” عبروا في وقفة اعتصامهم على قلعتها الصامدة عن مشاعر ابناء الشعب الاردني بكل مكوناته وكافة مناطقه والخوف من المستقبل ان يعصي الصغير كلام الكبير ويرفض او امر الوزير.
ولنتذكر جميعا ان هذ الشعب ما زال يؤمن برسالة الوطن ونظامه ولاءا وانتماءا الى يومنا هذا والخوف ان يتغير غدا ( جيل باكمله نسينا تثقيفه وزرع حب الوطن والولاء له) اذا بقي الحال على ما هو عليه ولم يتدخل الملك في تغيير النهج والثقافات الدخيله على مجتمعنا وارهقتنا فالتغيير في نهج الدولة ومطبخ صنع القرار اصبح ضرورة وحاجة ملحة قبل فوات الاوان .
والله من وراء القصد.