شهداء الجزائر يضيئون سماء فلسطين
سري القدوة _تخليد شهداء الجزائر في فلسطين لم يكن مجرد حدث عادي بل هو تأكيد على عمق الترابط الفلسطيني الجزائري وإدراكا من الشعب الفلسطيني بأهمية الاستفادة من التجربة الجزائرية وتعميقا للوعي والنهج القومي والعمق الوطني والكفاحي، ودائما كانت الثورة الجزائرية هي الملهم الاول للشعب الفلسطيني خلال مسيرته الكفاحية وليس غريبا ان تحتضن قرية برقة في جنوب جنين النصب التذكاري لشهداء الجزائر الابطال الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين خلال مشاركتهم بالتصدي للاحتلال على أرض فلسطين عامي 1936 و1948، معبرين عن العمق القومي العربي الذي تلعبه الجزائر الشقيقة في الماضي والحاضر تجاه قضية فلسطين .
لم يبدو موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية إلا موقفا اخويا أصيلا يعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري ودائما كانت فلسطين هي امتداد طبيعي للجزائر فالثورة الفلسطينية ولدت من رحم ثورة أبناء الجزائر، وكانت كلمات الرئيس الخالد هوراي بومدين (مع فلسطين ظالمة او مظلومة) لتشكل نهجا تتبعه الجزائر تجاه الشعب الفلسطينية وقضيته العادلة وتجسد الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا هذه المقولة الهامة والمهمة في تاريخ العلاقات الفلسطينية الجزائرية، فتشعر انك تجسد تاريخ مشترك وواقع واحد وهدف واحد لشعب واحد، فهذا التاريخ لم يكن مجرد صدفة بل تاريخ يمتد عبر الأجيال وان الدعم المعنوي والمادي والروحي والتقني والفني للثورة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية تواصل عبر المراحل المختلفة.
ويشكل النصب التذكاري لشهداء الجزائر الابطال معاني خالدة ومفاهيم نضالية عميقة حيث تحتضن ارض جنين وتحمل اسماء الشهداء الابطال والتي نقشت على النصب التذاكري ليبقى شهداء الجزائر نجوما تضيء سماء فلسطين وهذا النصب يعد بمثابة التأكيد على الدور الوطني والقومي للجزائر ولفتة كريمة ولمسة وفاء لتلك المواقف المشرفة تجاه الشعب الفلسطيني .
التاريخ يصنعه الابطال وللبطولة في الجزائر عنوان التحدي والإرادة التي صنعت ثورة المستحيل لتتوحد الجزائر من اجل صناعة الغد المشرق واستعد الشعب الجزائري ليقدم روحه فداء للوطن وقدمت الجزائر خيرة رجالها شهداء من اجل نيل الحرية ودفع شعب الجزائر ثمنا للحرية، حيث ناضلوا بقناعة راسخة وبإيمان وعزيمة وإصرار وقوة لتحقيق الحرية والتواصل عبر الاجيال لتكون نموذجا لثورات التحرر العربية والعالمية ولتحافظ الجزائر على هذا التاريخ الذي كتب بالدم ليكون منارة للأجيال القادمة .
هذا التاريخ يجب ان يكون حاضرا على ارض فلسطين الحرة العربية لتتوارثه الاجيال عبر مسيرتها الكفاحية لتعزيز الصمود الوطني والكفاحي والنضالي للشعب الفلسطيني فتحية للجزائر التي عبرت من خلال قصة استقلالها عن معاني رسمها الشعب الجزائري ليشكل حضارة امة حملت كل مشاعر الحزن والآلام ولتجمع بين البطولة والمأساة بين الظلم والمقاومة وبين القهر والاستعمار، بين الحرية وطلب الاستقلال، فكان أبطال هذه الانتصار الفريد مليون ونصف المليون شهيد، وملايين اليتامى والثكالى والأرامل، وكتبت أحداثها بدماء قانية غزيرة أرهقت في ميادين المقاومة، حيث كان الأحرار هناك يقاومون لتنال الجزائر بعد قرن وربع القرن من الزمان استقلالها .
وتبقى الجزائر دوما مع فلسطين لتتصدى لكل محاولات النيل من القضية الفلسطينية وكل اشكال المؤامرات والتآمر في ظل تواصل الاستيطان وتصاعد العدوان الاسرائيلي الهمجي ضد الشعب الفلسطيني وقد شكل الموقف الجزائري نموذجاً للموقف العربي كما رسمته قرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية وكما تفترضه متطلبات السيادة الوطنية في مواجهة المشروع الإسرائيلي في عدائه السافر لشعوب المنطقة العربية