المتحور الجديد.. 5 أسئلة تؤرق العالم

استنفار وتراجع حاد في البورصات العالمية وانهيار الأسهم وحظر للسفر وانخفاض لأسعار النفط بعدما كشفت منظمة الصحة العالمية عن ظهور متحورة جديدة في جنوب إفريقيا، صنفتها بأنها "مقلقة" وهي خامس سلالة توضع في هذا التصنيف.

وتزداد المخاوف من أن تعيد المتحورة الجديدة لفيروس كورونا العالم إلى المربع صفر، بعدما تغيرت الأوضاع خلال 24 ساعة الأمر الذي قد يشكل ضربة جديدة للانتعاش الاقتصادي بعد التعافي من الإغلاقات والفرض الشامل للإجراءات الاحترازية.

ما هي الأعراض؟ 

بحسب مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الجائحة، فقد "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من جانب جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر 2021 (...). تحتوي هذه المتحورة على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".

يقول الدكتور وائل صفوت، المستشار لدى منظمة الصحة العالمية، في حديث نقلته قناة "الحرة" إن السلالة الجديدة تحتوي على أكثر من 30 طفرة، مضيفا "الأعراض لم تتضح بعد".

ويستبعد صفوت أن تختلف أعراض السلالات القديمة عن المتحورة الجديدة، كما أشار إلى أن بعض الإصابات بالمتحورة الجديدة تم اكتشافها بالصدفة، "ومن بينها حالات كانت في طريقها للحصول على التطعيم".

وأضاف "لم يتأكد بعد إن كانت الحالات تعاني تعبا شديدا أو أعراضا خطيرة".

هل اللقاحات فعالة؟

وبالتزامن مع ذلك، ذكرت شركة موديرنا الأميركية للأدوية أنها ستطور جرعة معززة ضد المتحورة أوميكرون.

غير أن الأمر قد يستغرق أسابيع حتى يفهم العلماء تحورات السلالة الجديدة، وما إذا كانت اللقاحات والعلاجات الحالية فعالة في مواجهتها. 

وقالت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا إن السلالة الجديدة تحتوي على بروتين تاجي يختلف جذريا عن البروتين الأصلي الذي تعتمد عليه اللقاحات، مما يذكي القلق ويشعل المخاوف حول فاعلية اللقاحات الحالية.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن الدكتور ويليام هاناج، عالم الأوبئة بجامعة هارفارد وباحثين آخرين قولهم إن "اللقاحات ستحمي على الأرجح من أوميكرون، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية الجرعات".

هل اللقاحات فعالة ضد متحور كورونا الجديد "الأشد عدوى"؟

بمجرد تصنيف منظمة الصحة العالمية السلالة الجديدة من كوفيد-19، والتي تم رصدها في جنوب أفريقيا، وبها عدد كبير من التحورات، بأنها "مقلقة"، يتساءل الجميع عن مدى فعالية اللقاحات لصد هذه المتحورة شديدة العدوى.

وفي هذا الإطار يقول صفوت: "حتى الآن المتحور متغلب على اللقاح، فأولى حالات السلالة الجديدة ظهرت في بوتسوانا وكانت لشخص في طريقه للحصول على جرعة تعزيزية منشطة للقاح".

وأوضح "هذا يعني أن الفيروس متغلب على اللقاحات الموجودة، لكن هذه نظرية تحتاج إلى مزيد من البحث، ولهذا العالم كله في حالة قلق وتأهب".

وعما إذا كان ذلك سيعزز عدم ثقة البعض في التطعيم، قال صفوت: "لا أعتقد؛ فالمشكلة هي ظهور المتحور الجديد يأتي في ظل انتشار الموجة الخامسة وفرض بعض القيود في دول أوروبية". 

وأضاف "خلال الساعات المقبلة قد يتضح تأثير اللقاحات من عدمها. الأوساط العلمية كلها في حالة تأهب حتى لا نعود للمربع صفر".

ما علاقة عدالة التوزيع بالمتحور الجديد؟

تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن المتحور الجديد يسلط الضوء على الخطر الذي تواجهه الصحة العامة العالمية بسبب عدم حصول عدد كبير من السكان في العالم النامي على اللقاح، حيث كافحت البلدان للحصول على التطعيمات بينما كان الفيروس ينتشر ويتحور.

وبحسب بيانات لجامعة أكسفورد، فقد تم تلقيح 7 في المئة فقط من الأشخاص في أفريقيا بالكامل، مقارنة بـ42 في المئة من سكان العالم. بينما بلغت مستويات التطعيم في أوروبا والولايات المتحدة 67 في المئة و58 في المئة.

وتعليقا على ذلك يقول صفوت: "حتى الآن حصل 42 في المئة من سكان العالم على اللقاح، ولذا أمامنا فترة زمنية كبيرة للوصول إلى مناعة القطيع والمتمثلة في 70 في المئة".