فارس الحباشنة _اتصل بي صديق يسالني عن اللامركزية ومجلس المحافظة، وشرحت له قليلا عنها قانونيا وبلديا .. وتفاجات بعد ساعات باعلانه الترشح لانتخابات اللامركزية، وقال في منشوره .. نزولا عند رغبة العشيرة والاهل، وبعد المشاورة قررت الترشح للانتخابات .

وصراحة، صديقي لم يشاور احدا غيري، وترشحه يقتصر على رغبته الفردية .. صديقي مصر على الترشح للانتخابات، ولو لصندوق العشيرة والحارة والحي، اي انتخابات في الدنيا .

وصديقي يرى بنفسه مشروعا انتخابيا ناجحا، وان المجتمع والوطن باشد الحاجة الى ترشحه للانتخابات وفوزه الحتمي .. وترشيحه ما بين الحياة والموت، ومصيري .

صديقي، لا يعرف عن اللامركزية غير اسمها، ولاول مرة سمع باللامركزية قبل ايام في غمرة ما يتداول من حديث عام عن الانتخابات البلدية واللامركزية وامانة عمان .

سالته لماذا لا تترشح لمجلس امانة عمان ؟ لم يستسيغ الفكرة، ويقول.. انه سمع من ناس ان اللامركزية احسن واوجه .. وان اعضاء اللامركزية يملكون صلاحيات ونفوذا وسلطة اوسع من الاخرين .

تجنبت مناقشته والدخول معه في نقاش حول اللامركزية وغيرها، لانه نقاش عقيم ولن يوصلنا الى اراء مشتركة .. المهم، ان صديقي شرع في اعداد برنامجه الانتخابي، ونشر صوره على الفيسبوك والسويشل ميديا .

و يصر على نشر صوره وهو يرتدي اللباس العربي التقليدي « ثوب وعباءة وحامل مسدس «، وراكب سيارة لاند كوزور « تاجير»، وينشر اغاني للشيلات مدبلجة مع صوره، وصور لمناسف وخرفان محشية وسدور مندي وزرب ومطفح وغيرها .

حقيقة، استفزتني نظرته الى الانتخابات، وسالته من اين جلبت هذا الافكار والتصورات الانتخابية ؟ طبعا، رفض الافصاح ..ولكن لمح لجهات خاصة طالبت منه ان يتبع هذا النهج الانتخابي .

في برنامجه الانتخابي، صديقي يبدو انه قادم من زمن بعيد .. مازال يفكر ان عمر المعاني امين عمان، وان سعد المناصير محافظ العاصمة،

ومديرية الامن العام في العبدلي، الراحل عبدالهادي المجالي رئيس مجلس النواب، وان توفيق كريشان وزير بلديات، والاخيرة اصاب بها صدفة من كثر ما تسلم كريشان حقيبة وزارة البلديات، ويفكر ان الترشح في محافظة العاصمة ولايعلم عن ولادة الهيئة المستقلة للانتخاب .

و يصر على انه تلقى معلومات خطيرة، تؤكد ان انتخابات البلدية واللامركزية وامانة عمان سيليها تغييرات كبرى وهامة في البلاد .

سيبدا صديقي في حملاته الانتخابية، وسيجول على الحارات والاحياء، ويطرق ابواب بيوت المواطنين، وسيعقد لقاءات واجتماعات انتخابية، وسيملأ الدنيا ضجيجا انتخابيا، وسيقيم ولائم وعزائم ان نجح او خسر الانتخابات .

وفي جعبته وعود انتخابية كثيرة .. مازال هناك من الوقت الكاف لتغيير خيارات ترشحه، ولربما يحول من اللامركزية الى مجلس امانة عمان، وقد يؤجل ترشحه للانتخابات النيابية، ويقول صديقي وهو قريب من مطابخ القرار ان موعدها سيكون قريب جدا .

كل شيء في بلادنا ممكن وغير مستبعد .. ولست متاكدا من فرصة نجاحه وعدمها بالانتخابات ..ولكن اعادهك بان سيكون مرشح دائم لانتخابات في الاردن .. وهذا صراحة انطباعي من متابعة اخبار المترشحين للانتخابات، هناك كثيرون لا يملون من الترشح، وكثيرون يبدو ان وظيفتهم في المجتمع الترشح للانتخابات، وجاهزون لاي انتخابات .

و كثير من المترشحين لا يؤمنون في قواعد الربح والخسارة .. وان يتعلم من دورس الانتخابات، ويغير في قواعد اللعب والتكتيك .. ولكنهم مؤمنون ان الانتخابات الاردنية حظ وصدفة وضربة نرد، ولربما تاتي مع الوقت وتكرار الترشح لاي انتخابات، فلماذا يضيعيون فرصهم ؟!

فما رايكم هل سينجح صديقي في الانتخابات ام سيخسر الجولة الاولى، ويكسبها في جولات اخرى ؟ رايكم وتعليقكم يهمني كثيرا، فلا تبخلوا بالنصح والوعظ الانتخابي .