معطيات تفاؤل بشأن أوميكرون
بعد أسبوعين، أو أكثر بقليل على اكتشاف متحور أوميكرون، في جنوب أفريقيا، وتسجيل إصابات في أماكن متفرقة من العالم، لا يزال الوضع غامضا بالنسبة لخطورة هذا المتغير، بينما رصدت شركات إنتاج اللقاحات جميع إمكانياتها لمعرفة بنيته، قصد محاصرته بجرعات معززة.
لكن كبير علماء البيت الأبيض أنتوني فاوتشي، لم ير الحاجة بعد لينكبّ مصنعو اللقاحات على إنتاج نسخ خاصة بأوميكرون من لقاحاتهم، وقال: "يمكن أن تسير الأمور أفضل مما توقعنا".
وحتى الجمعة، تأكد انتشار المتحور أوميكرون في حوالي 60 دولة، 10 منها في إفريقيا. إذ تقول منظمة الصحة العالمية إن ما يقرب من نصف حالات أوميكرون المبلغ عنها على مستوى العالم تقع في القارة السمراء، بينما تتحمل جنوب إفريقيا العبء الأكبر من تلك الحالات.
وبينما أثرت سرعة تفشي المتحور، في سير الرحلات الجوية، ما أثر كذلك على سلاسل التوريد، يبقى تأثير هذا الوجه الجديد من فيروس كورونا غير معروف بدقة.
لكن أطباء من جنوب أفريقيا قالوا إن أكثر حالات الإصابة بالمتحور الجديد لم تستدع الاستشفاء في مراكز خاصة، كما كان الأمر عند بداية تفشي متحور دلتا.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن أونبن بيلاي، وهو طبيب من جنوب أفريقيا، تابع العديد من حالات الإصابة بأوميكرون منذ ظهورها قبل نحو 17 يوما، قوله إنه "لم يكن طوال هذه الأيام مضطرا لإرسال أحد إلى المستشفى".
وهذا، أحد الأسباب التي جعلته، إلى جانب الأطباء والخبراء الطبيين الآخرين في جنوب أفريقيا، "يؤكد" أن أوميكرون ربما ليس بقوة دلتا.
قال بيلاي عن مرضاه "إنهم قادرون على إدارة المرض في المنزل"مؤكدا أن معظمهم تعافى خلال فترة العزلة التي استمرت 10 إلى 14 يوما".
وقال إن ذلك يشمل المرضى الأكبر سنا والذين يعانون من مشاكل صحية يمكن أن تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من عدوى فيروس كورونا.
وفي الأسبوعين اللذين انقضيا منذ أن تم الإبلاغ عن المتحور الجديد، لأول مرة في جنوب إفريقيا، شارك أطباء آخرون قصصا مماثلة. لكن الجميع حذّر من أن الأمر سيستغرق عدة أسابيع أخرى لجمع بيانات كافية للتأكد من ذلك بشكل قاطع.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن البيانات الأولية تشير إلى أن المتحورة أوميكرون قد تكون لها قابلية أعلى من المتحورات الأخرى على إصابة الأشخاص الذين سبق أن التقطوا عدوى الفيروس، وكذلك من تلقوا التطعيم، لكنها قد تسبب مرضا أقل شدة.
وفقا للمعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا، فإن حوالي 30٪ فقط من أولئك الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب الإصابة بكورونا (بمتحورة أوميكرون أو غيرها) في الأسابيع الأخيرة أصيبوا بأمراض خطيرة، أي أقل من نصف المعدل الذي حدث خلال الأسابيع الأولى من موجات الوباء السابقة.
خطورة محدودة نسبيا إلى غاية ثبوت العكس
ريتشارد ميهيجو، وهو منسق التحصين وتطوير اللقاحات في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، قال إن من المشجع ملاحظة أن عددا قليلا من الأشخاص المصابين بأوميكرون في جنوب إفريقيا قد تم نقلهم إلى المستشفى.
ويشير ريتشارد إلى أن هذا يشير إلى أن البديل الجديد قد يسبب مرضا أقل خطورة، بينما يؤكد بأن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتحديد التأثيرات الكاملة لأوميكرون.
وقال إن الخطورة بحسب المعطيات المتاحة تبدو محدودة إلى غاية أن يتم إثبات العكس.
وكشف أن الباحثين يعملون على مدار الساعة لمعرفة ما إذا كان البديل الجديد للفيروس التاجي أكثر عدوى، وأكثر إضعافا، وأكثر مقاومة للقاحات والعلاجات الحالية من المتغيرات الأخرى.
لكن البيانات التي نظرت في الاستشفاء في جميع أنحاء جنوب أفريقيا، بين 14 نوفمبر و 4 ديسمبر، وجدت أن نسبة دخول وحدة العناية المركزة كانت 6.3 بالمائة فقط، وهي نسبة منخفضة جدا مقارنة بالفترة نفسها عندما كانت جنوب إفريقيا تواجه الذروة، والتي تم ربطها في ذلك الوقت بمتغير دلتا.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,286,793 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
وتأكدت إصابة 267,883,990 شخصا على الأقل بالفيروس منذ ظهوره.
والغالبية العظمى من المصابين نجوا رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر