تحت الشجرهْ
كامل النصيرات _ما زالت رابضةً.. حين أمرُّ؛ تمرُّ معي أعوامي.. يتقافزُ قلبي؛ تتلجلجُ فيّ شواهدُ عمري المحرومِ من الإلهامِ.. لكنّي أسحبُ أنفاسي؛ أنفخُ فيّ كثيراً وأعاندُ حرماني؛ فأجرُّ الحُلمَ بجنب الحُلمِ لأصنعَ غصباً عن أيةِ أقدارٍ أحلامي.. أتنامى فيّ وفي الشجرهْ.. الدومةُ تعرفُ أني أتجاوزُ عدَّ العشرهْ.. وأُشمِّرُ ذرعاني .. وأعاني.. أحملُ رقصاً وأغاني.. الطفلُ المتمرّدُ أشقاني؛ لكنّي لا أستسلمُ .. من ذا يجرؤ قُدّامي.. ويفاتحُ طفلاً يشبهني أن يستسلمَ.. شكلي؛ قلبي؛ عقلي؛ ووجودي المالحُ في الأغوارِ يشي أنّي شيءٌ ضدّ الاستسلامِ..!
تحتَ الشجرهْ.. كنتُ أبيعُ البندورةَ.. أحلمُ لحظتَها في أمرينِ فقطْ.. كيسِ الخبزِ لعائلتي؛ وكتابٍ من غير المنهاجِ أجادلُني فيه؛ لكي أضعَ الأحرفَ في موضِعِها مع بعضِ نُقَطْ.. حتّى لو عاندتُ الاستاذَ وأخرجني من حصّتِهِ.. حتى لو أُخِذتْ منّي كُتبي.. حتّى لو قاومَني تعبي.. أو ساوَمَني الريحُ على شغبي.. حتى لو جاء مديرٌ بلسانٍ ذي شُعَبِ: اعقل يا كاملُ .. والكاملُ فيَّ يردُّ بلا رَهَبِ: ما دامت أركانُ فلسطينَ أمامي لن يأخذَ منّي أحدٌ مُنقَلَبي..!
تحتَ الشجرهْ..عرقي مرقي.. أحلامي المُستَتِرهْ.. الدومةُ شاهدةٌ أني الغارقُ في غرقي.. فأنا العاشقُ والصعلوكُ ولكنْ لي طُرُقي..!