سياسة الاحتلال المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني
سري القدوة _لا شك ان قانون القومية العنصري ويهودية الدولة التي يطرحها الكنيست الاسرائيلي للمداولات والإقرار، تعبر عن المفهوم العنصري لدولة الاحتلال القائم على ممارسة الارهاب والقتل والعداء للآخر، وبكل تأكيد تتناقض هذه القوانين مع حقوق ابناء الشعب الفلسطيني التي يعترف بها العالم وخاصة حقوقهم داخل أراضي العام 1948 وحريتهم وحقهم في تقرير مصيرهم وعدم ربط هذه الحقوق بالمسار اليهودي العنصري القائم على تشكيل اكبر تكتل عنصري بتاريخ دولة الاحتلال ودعم هذه الممارسات التي باتت تشكل تهديدا مباشرا لهم وتكرس سياسة العنصرية الصهيونية في التعامل معهم ومع حقوقهم في وطنهم .
لا يمكن لقانون يهودية الدولة بمفهومه الاستعماري ان يعكس سوى تلك العقلية والنهج القائم على ممارسة الاستعمار والاستيطان والعداء للشعوب كون يهودية الدولة تحصر حق العودة باليهود بينما تحرم أصحاب الأرض الأصليين من حقهم في العودة، كما أنها تهدف لتكريس نظام الابارتهايد والاحتلال العنصري الذي تمثله دولة الاحتلال بكل مؤسساتها العسكرية القائمة اساسا على فرض نظم وحماية الاحتلال العسكري في فلسطين.
بات من يدعم هذه المواقف يشكل خطورة فعلية على المستقبل الفلسطيني والظروف الخاصة التي يعايشها ابناء الشعب الفلسطيني من تشرد وقمع وعدوان وحرمان من ابسط الحقوق الانسانية الاساسية وهذا الموقف يحمل دلالات خطيرة تمس بالحقوق الوطنية التاريخية لشعبنا الفلسطيني وتهدد باستهداف أهلنا في أراضي 48 بعملية تهجير واسعة يخطط لها اليمين الإسرائيلي المتطرف كما أنها تستهدف اللاجئين وحق العودة وتتناقض كليا مع التشريعات والقوانين الدولية.
محاولة البعض للعب على التناقضات ومساندة هذه القوانين تعد محاولات مارقة وعابرة وتجارة بمعاناة الشعب الفلسطيني ولا يمكن ان تجد اي شخص عاقل يدعم هذه التوجهات القائمة على العنصرية والعدوانية، وان هذه القوانين التي تمس الحقوق الفلسطينية وتشرع توسع الاحتلال الإسرائيلي وجيشه وشرطته في ممارسة القمع باتت تعبر عن المستوى الذي وصل إليه بعض المرتزقة في التماهي والانخراط في سياسة «بينت وشاكيد» اليمينية العنصرية المتطرفة من خلال محاولتهم التساوق مع الاحتلال تحت مسميات ومشاريع مختلفة لا تعبر عن الواقع بأي صلة متنكرين للتاريخ الوطني والإسلامي الفلسطيني العريق وتلك القيم الحضارية التي تعبر عن تضحيات ونضال شعب فلسطين ضد الاستعمار الاستيطاني، وتثبت الاحداث انهم مجرد اوراق سوف تتساقط ولا يمكن لهم النيل من اصرار وعزيمة وتضحيات شعبنا المناضل اينما تواجد وما هم الا ابواق للمتطرفين العنصريين الصهاينة والمستوطنين وهم لا يمثلون الا انفسهم والشعب الفلسطيني بريء من تلك الحثالة العابرة.
تشكل هذه المواقف الخطيرة لبعض العابرين خطورة بالغة على المستقبل الفلسطيني بشكل عام كونها باتت تتساوق مع الرواية الصهيونية وأهدافها القائمة على اقتلاع الشعب الفلسطيني من اراضيه وتهجيره وهي استكمال لمشاريع ومؤامرات النكبة الفلسطينية علاوة على انها تحرمه من أبسط حقوقه القومية وتتساوق مع ادنى درجات الاستهتار ولا بد من محاصرتها ووضع حد لمثل تلك الممارسات وعزل الاحتلال وفضح ممارساته على المستوى الدولي الذي يتنكر لأبسط قيم حقوق الانسان والعدالة والمساواة كون ان هذه القرارات باتت تشكل خطرا كبيرا على حقوق الشعب العربي الفلسطيني في مواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف والتكتل العنصري الاسرائيلي بكل مسمياته المختلفة ولا مجال هنا الا لتسمية الاشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف وفضح مؤامرة استهداف الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية.