منصور عباس حرق بُنها
حمادة فراعنة _اختراق المجتمع العبري الإسرائيلي، وكسب انحيازات إسرائيلية لعدالة القضايا وقبول الحقوق الفلسطينية الثلاثة: المساواة والاستقلال والعودة، ضرورة وطنية استراتيجية، تختزل عوامل الزمن، للانتصار التدريجي المتراكم للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، وهزيمة للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
فلسطينيو الداخل، وقواهم السياسية، أكثر الأطراف الفلسطينية وفعالياتها معرفة لهذا الهدف، إدراكاً منها لأهميته، وقدرة من جانبها على تنفيذه وتمريره، كونهم يشاركون المجتمع العبري الإسرائيلي، الحياة بتفاصيلها المعيشية والجغرافية والسياسية، ويختلطون بهم ويحتكون معهم.
الشيوعيون داخل مناطق 48، في وقت مبكر بعد عام 1948، كانوا أول المبادرين لهذا التوجه، مع انفراد تمسكهم بهوية شعبهم الفلسطيني، باعتبار هذا المكون الثالث إلى جانب المكونين: 1-فلسطينيي مناطق 67، 2- فلسطينيي الشتات واللجوء أبناء المخيمات هو جزء من الشعب الفلسطيني، وامتداد له، وليسوا كما كان يصفهم الإعلام والسياسيين الإسرائيليين بـ أوصاف سياسية دونية «عرب إسرائيل»، «مسلمي إسرائيل»، «بدو إسرائيل»، «مسيحي إسرائيل»، «دروز إسرائيل»، ورداً على هذه السياسة التي تحرم الفلسطينيين هويتهم الوطنية، باعتبارهم مجموعة بشرية متماسكة تنتمي لشعب واحد إضافة إلى كونهم أصحاب البلاد الأصليين.
تميز موقف الشيوعيين من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ترابط فهمهم لمسألتين جوهريتين متلازمتين: أولهما أنهم جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وثانيهما ضرورة الشراكة الفلسطينية الإسرائيلية، والعبرية العربية، في مواجهة سياسات المستعمرة التوسعية الاحتلالية العنصرية، وإن كانوا قد سقطوا بمفردتين دالتين على الجنوح نحو التماثل مع الفهم الصهيوني بقبولهم بما يُسمى «الشراكة العربية اليهودية» وهو تسليم صهيوني أن «اليهودية دين وقومية» والاعتراف بحق «إسرائيل» بالوجود، بما حوت كخارطة توسعية تتعارض مع قراري الأمم المتحدة 181 و194، ومع ذلك يغفر لهم نضالهم الشجاع المتقدم في مواجهة سياسات المستعمرة: الصهيونية كفكرة استعمارية وريثة للاستعمار الأوروبي التقليدي، والاحتلال التوسعي، والعنصرية الابارتهايد، وضد سلوكها وإجراءاتها.
الحركة الإسلامية، أو الجزء الجنوبي منها، بقيادة النائب منصور عباس، تقدم بمشروع برنامج، ونهج جديد قديم، مارسته مجموعات فلسطينية تذيلت للأحزاب الصهيونية، منذ الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات، وارتبطت معها، وشكلت أداة اختراق من قبل السياسات الصهيونية وأحزابها الإسرائيلية للمجتمع العربي الفلسطيني، وتواصل ذلك حتى انتفاضة يوم الأرض 1976، التي شكلت محطة للنهوض الوطني الفلسطيني وعنواناً له في مناطق 48 وولادة الأحزاب العربية الفلسطينية: الحزب الديمقراطي العربي برئاسة عبد الوهاب دراوشة، الحركة الإسلامية برئاسة عبد الله نمر درويش، التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة عزمي بشارة، الحركة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي، والحزب القومي العربي برئاسة محمد حسن كنعان، إلى جانب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التنظيم الأقوى والأفعل والأقدم صاحب المبادرات في صياغة وقيام تجمعات الشراكة الوطنية: لجنة المتابعة، لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، القائمة البرلمانية المشتركة، وغيرهم من صيغ التحالف الوطني العريض لمواجهة سياسات المستعمرة وتسلطها.
ماذا فعل النائب منصور عباس؟؟ ما الذي أقدم عليه؟؟ ما القديم الذي اعتمده؟؟ وما الجديد الذي اخترعه؟؟ ما هي سقطاته؟؟.