دوبلير

سعيد الصالحي

أعادت لي الأحداث التي وقعت مؤخرا في مجلس النواب تلك المشاهد التي قدمها النائب محروس والذي قام بأداء دوره الفنان عادل امام في فلم "محروس بتاع الوزير" ولكن المفارقة أن النائب في الفيلم كان يتعرض للاعتداء من قبل كادر الحكومة لا من قبل زملائه من النواب، وكان الممثلون في الفيلم جميعا من جانب الحكومة أو النواب يبالغون في ردود أفعالهم أو تعليقاتهم لاضحاكنا ورسم البسمات على وجوه المشاهدين. فكنت أنظر لما حدث بين النواب قبل أيام ولم أبتسم. 

وأنتابتني حالة من الذهول فصرت أتمنى أن ما أشاهده هي أولى محاولات التمثيل لبعض أفراد المجلس، وأن ما يحدث فيه  ليس حقيقيا وبدأت أبحث عن مخرج هذا المشهد بين الجموع وخلف عدسات المصورين لعلي أجده ولكن أكتشفت حينها أن ايجاد المخرج أكثر صعوبة من ايجاد شخصية "فضولي" التي كنت أبحث عنها في مجلة ماجد عندما كنت صغيرا.

لا أدعي أنني أمتلك خبرة فنية تؤهلني للحكم على سناريو وحوار مشاهد الاشتباك وكيفية تنفيذها ولكنها لم تعجبني ولم تكن بالمستوى الفني الذي يقدمه  "الطوخي" مصمم المعارك في الأفلام المصرية في حقبة الثمانينات والتسعينات.

 وبصفتي ناخب فإنني أدعو كل نائب يرغب بتنفيذ هذا النوع من المشاهد في المستقبل أن يعين "دوبلير" ليحل محله في جلسات المعارك أو أي جلسة لا يستطيع النائب ان يؤدي خلالها الادوار الصعبة التي قد تحتوي على مخاطرة.