قتله الصهاينة بدم بارد واحتجزوا جثمانه 37 يوماً.. القدس تُشيّع الشهيد الطفل نسيم أبو رومي في العيزرية /صور

شيع أبناء شعبنا في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، اليوم السبت، جثمان الشهيد الطفل نسيم أبو رومي (14 عاما) إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة، بعد ان قتله جنود الاحتلال بدم بارد واحتجزوا جثمانه 37 يوما.

وانطلق موكب التشييع من منزل عائلة الشهيد، بعد أن ألقت عليه نظرة الوداع، وجاب المشيعون شوارع البلدة، حاملين جثمانه الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، ورددوا الهتافات المنددة والغاضبة من جرائم الاحتلال بحق شعبنا.

ووصل المشيعون إلى ساحة الشهيد ياسر عرفات، وأدوا على الجثمان صلاة الجنازة، وسط أجواء من الحزن والحداد، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، حدادا على روح الشهيد.

يذكر أن الطفل أبو رومي استشهد منتصف شهر آب/ أغسطس الماضي، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك بدعوى تنفيذه عملية طعن.

وكانت سلطات الاحتلال قد احتجزت جثمان الطفل أبو رومي منذ ذلك التاريخ، إلى أن سلمته أمس الجمعة لعائلته.

تفاصيل استشهاده واحتجاز جثمانه:

نسيم كان محباً لمدينة القدس.. كان يعشقها... فلا تمر عدة أيام إلا ويذهب للمدينة المقدسة يمشي في أزقتها وحاراتها ويزور المسجد الأقصى، مرّة عن الحاجز العسكري الذي يفصل بلدة العيزرية عن المدينة ومرّة عن الطرق الالتفافية المهم أن يصل اليها"، بهذه الكلمات عكس مكافح أبو رومي محبة ابنه الطفل للمدينة، حتى ارتقى شهيدا على عتبات اقصاها أواخر الأسبوع الماضي.
وعن سر حب طفل لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره للقدس، قال والد الشهيد نسيم: "مدينة القدس هي عنوان لكل شبل فلسطيني، ولا يمكن التخلي عنها".
وحمل ابو رومي حكومة نتنياهو المسؤولية عن ما يجري في القدس، حيث قال: "أشبال عندما يشاهدون بطش الاحتلال للشعب والتنكيل بالنساء
والأطفال والشيوخ شيء طبيعي تصيبهم حمية للمقاومة".
أطفال بعمر الزهور تلاحقهم اعتداءات الاحتلال في كل مكان، فالطفل الشهيد نسيم أبو رومي وأقارنه- كما يقول والده- "يلاحقهم الاحتلال من جهة لجهة في بلدتي أبو ديس والعيزرية أثناء اللهو واللعب دون سبب"، ويقول بلهجة القهر: "الجيش مزهقهم عيشتهم بالبلد".
نسيم.. خرج دون وداع لإحضار الشهادة "فعاد بالشهادة للآخرة"
من جهتها قالت دارين أبو رومي -والدة الشهيد- إن نسيم كان متعلقا بمدينة القدس، ومنذ أن كان عمره 5 سنوات كان يذهب للمدينة لوحده.
وأضافت" خرج نسيم الخميس دون أن يودعني، ذهب لإحضار شَهادته المدرسية، فعاد "بالشهادة للآخرة"، كسر ظهري وخسرته طول العمر، بس مش خسارة بالمسجد الأقصى."
وقد علم الأب بخبر استشهاد نجله بعد استدعائه للتحقيق في معبر "الزيتونة"، وأمام شدة ألم الخبر وجه المحقق للوالد عدة أسئلة ووصفها الأب بالأسئلة "المستهجنة" مثل: كيف ابنك بالبيت؟ بتعطيه مصروف؟ بتضربه؟ تقسو عليه؟، وما أن انتهى التحقيق حتى عاد مسرعا ليشاهد التصوير الذي نشرته شرطة الاحتلال للعملية وقال :"طفلان بين جيش مسلح، أعدما بدم بارد، نسيم وقع على الأرض وأطلقت عليه عدة رصاصات في أماكن قاتلة لم يكن يشكل أي خطورة وهو ملقى ولا يتحرك لكن رصاصات الاحتلال لاحقته."
وقال ابو رومي :"الإعدام بدم بارد هي سياسة ممنهجة من الحكومة اليمينية المتطرفة لإبعاد الفلسطينيين عن القدس والأقصى".
حرم الاحتلال الطفل نسيم أبو رومي من أن يكون مع والده في السنة الأولى من عمره، واليوم يحرم العائلة منه طوال العمر..حيث قالت والدته :"يوم ميلاد نسيم اعتقل زوجي مكافح وحكم بالسجن لمدة عام واحد، واليوم احنا خسرنا نسيم طول العمر.. تمنيته عريسا كبيرا واليوم هو عريس صغير، يا ريته ودعني قبل خروجه من المنزل."
يذكر أن والد الشهيد -مكافح أبو رومي- كان مطاردا في الانتفاضة الأولى، وأمر وزير الدفاع حينئذ اسحق رابين بنسف منزله المكون من طابقين، وبعد استنئناف للمحكمة العليا اكتفت بإغلاق نوافذ بعض غرف المنزل، وقضى 7 سنوات ونصف في سجون الاحتلال، وبسبب القوانين الاحتلالية المجحفة، حرم من العلاج في مدينة القدس مؤخرا بحجة الرفض الأمني.