35 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى بـ2021

 اقتحم عشرات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية التي شنت حملة مداهمات واقتحامات واسعة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين تخللها اعتقال عددا من المواطنين.

وأفادت دائرة الأوقاف بالقدس، أن عشرات المستوطنين، اقتحموا المسجد الأقصى ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، فيما قام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة. وفرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول المصلين القادمين من القدس والداخل إلى الأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بواباته الخارجية. وتجري الاقتحامات على دفعتين الأولى في الفترة الصباحية والثانية بعد صلاة الظهر، بتسهيلات ومرافقة من قوات الاحتلال.

وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال عام 2021 الماضي 34 ألفا و562 مستوطنا مقارنة مع 19 ألفا عام 2020 وقرابة 30 ألفا في عام 2019. وتستهدف قوات الاحتلال المقدسيين من خلال الاعتقالات والغرامات والإبعاد عن المسجد الأقصى، لأجل تركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية. واعتقلت قوات الاحتلال الشاب علي صبري أبو دياب من بلدة سلوان أثناء تواجده في التلة الفرنسية وسط القدس، كما اعتقلت شابا من منطقة باب العامود لم تعرف هويته.

إلى ذلك، دهمت قوات الاحتلال فجر أمس عدة مناطق في الضفة والقدس، سلمت خلالها أسيرا محررا استدعاء لمقابلة مخابراتها، وأعلنت عن إصابة مستوطنين في استهداف حافلتهم رشقا بالحجارة من جانب شبان فلسطينيين في بلدة حزما.

وشهدت جنين اقتحاما لقوات الاحتلال تخلله مواجهات على الشارع الواصل بين مدينتي جنين ونابلس، قرب دوار قرية عنزة، وعلى مدخل قرية صانور أصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال القنابل الغازية بكثافة.

وطرد مستوطنون متطرفون أمس الأحد، رعاة ماشية فلسطينيين أثناء رعيهم مواشيهم في مناطق مختلفة بالأغوار الشمالية المحتلة.

وقال مسؤول ملف الانتهاكات في الاغوار عارف دراغمة، إن المستوطنين المتطرفين وتحت حماية جنود الاحتلال، طردوا رعاة الماشية أثناء رعيهم شمال خربة سمرة بالأغوار الشمالية بهدف الاستيلاء عليها.

من جانب آخر، قالت وزارة شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادقت خلال العام 2021 على بناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية جديدة، وهدم أكثر من 177 مبنى سكنيًا، وأصدرت قرارات بهدم 200 منزل في مدينة القدس المحتلة.

واوضحت الوزارة في تقرير أصدرته أمس الأحد حول الانتهاكات الإسرائيلية في القدس عام 2021، أن قوات الاحتلال قتلت 13 مقدسيًا، واعتقلت أكثر من 2784 آخرين، وأصدرت أكثر من 490 قرار ابعاد، خلال العام ذاته.

وأشارت إلى أن الاحتلال صعد من ممارساته ضد المقدسيين طوال عام 2021، لكن ذروة هذا التصعيد كانت في شهر أيار حينما حول المدينة المقدسة، خاصة بلدتها القديمة ومحيطها، إلى ساحة حرب مفتوحة. واضافت انه بالرغم من أن التطورات في المدينة استقطبت اهتمامًا دوليًا، إلا أن سلسلة المواقف الدولية لم تنجح في كبح جماح الاحتلال الذي صعد ضد الحجر والبشر والحجر وحتى الأموات بالمدينة.

وبينت أنه في حين أقرت بلدية الاحتلال مشاريع استيطانية ضخمة بموازاة تصعيدها قرارات هدم المنازل، فإن المحاكم الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لهدم وإخلاء عشرات المنازل. وذكرت أن سلطات الاحتلال سجلت أرقام اعتقال قياسية طالت مئات المقدسيين، قسم كبير منهم من الأطفال والنساء، بالتزامن مع إصدار مئات قرارات الابعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة والمدينة بشكل عام، مبينة أن سلطات الاحتلال منعت العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية، آخرها حفل عشاء دعا له بنك القدس مع رجال الأعمال المقدسيين.

من جهة أخرى، دانت القائمة العربية المشتركة في الكنيست الاسرائيلي بشدة تصويت نواب «القائمة العربية الموحدة/ الحركة الإسلامية (الجنوبية)» الداعم لرفض افتتاح قنصلية أميركية في مدينة القدس المحتلة. وقالت القائمة العربية المشتركة في بيان أمس الأحد، إن نواب الموحدة صوتوا قبل أيام لجانب بيان نفتالي بينيت (رئيس الحكومة الإسرائيلية) في اقتراح الـ40 توقيعا الذي كان عنوانه افتتاح قنصلية أميركية في القدس المحتلة كونها عاصمة لإسرائيل، حيث قال نفتالي بينيت «إنه لن يسمح بفتح قنصلية أميركية في القدس لأن القدس هي عاصمة موحدة لدولة إسرائيل».

وقالت المشتركة إن «القدس المحتلة هي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، وكنا قد أرسلنا رسالة لوزارة الخارجية الأميركية تعبر عن موقفنا المطالب بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس للتأكيد على أنها محتلة، وعن رفضنا القاطع لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس