دخول التاريخ مش زي خروجه ..
سعيد الصالحي
الدخول الى التاريخ عبارة تتكرر كلما قام شخص أو جهة ما بانجاز مميز في أي مجال من مجالات الحياة، فنقول أن هذا اللاعب أو ذاك الكاتب قد دخل التاريخ عند
تسجيل هدف أو نجاح عمل أدبي والكل يسعى جاهدا لدخول التاريخ، والسؤال المهم إن كان غالبية البشر لا يدخلون التاريخ إلا مع الانجازات فأين يقبعون الان؟
أنا لا أتفق مع هذه العبارة من نواح عدة أبرزها الاتفاق على معنى الانجاز، فالانجاز شيء نسبي يختلف باختلاف الظروف الموضوعية والامكانيات الفردية لصاحب الانجاز فعلى سبيل المثال فوز البرازيل بكأس العالم لعدة مرات متتالية انجاز وفي ذات الوقت امتلاك طفل صومالي لكرة قدم واللعب بها دون خوف في حارته انجاز لا يقل أهمية عن الفوز بكأس العالم بالنسبة لهذا الطفل ووالده، فلماذا نعتبر أن منتخب البرازيل قد دخل التاريخ بينما لا نسمح لهذا الطفل الصومالي ووالده ان يستظلا على الأقل بباب التاريخ؟
ومن زاوية أخرى من الذي يملك مفتاح باب التاريخ المزعوم؟ ليفتح الباب ويوصده في وجه من شاء، إن كان الحكم للمجتمعات وحسب فالنتيجة عاطفية بامتياز وستفتح الابواب وتقفل على البركة، وإن كانت لجنة التحكيم من النخب وأصحاب الاختصاص فأبواب التاريخ فلن يفهم احدا متى سيفتح باب التاريخ، فمثلا اللجنة التي تختار ملكة جمال العالم ترى الجمال ضمن معايير ومواصفات لا يستطيع جلنا فهمها او الاقتناع بها لأن لكل واحد منا له معاييره الخاصة ويعتبر نفسه خبيرا بالجمال وله معاييره الخاصة غير القابلة للتفاوض أو التغيير.
خلاصة القول علينا أن نعيد صياغة هذه العبارة وأن نؤمن جميعا بأننا ومنذ اللحظة التي ولدنا فيها قد دخلنا التاريخ حتى قبل ان نمتلك اسما أو شهادة ميلاد، فدخول التاريخ أمر سهل وربما غير مهم البتة.
فليس مهما أن ندخل التاريخ الأهم ألا نخرج منه.