هل يؤجل “أوميكرون” بدء الفصل الدراسي الثاني؟

آلاء مظهر

عمان- مع توقع انتشار الموجة الرابعة من فيروس كورونا بالتزامن مع بدء الفصل الدراسي الثاني، تثار التساؤلات حول أنجع السيناريوهات التي ستتخذها الحكومة في مواجهة الوباء، وسط مخاوف خبراء تربويين من اللجوء الى "التعليم عن بعد”، يرافقها اقتراح تأجيل الفصل الدراسي الثاني لحين انتهاء "الموجة” كضمان لاستمرار "التعليم الوجاهي”.
ولعل الحديث عن مصير "الفصل الدراسي الثاني”، لا يكتمل دون التطرق الى ما نشره البنك الدولي وفي مدونة له تسمى "اصوات”، تحت عنوان "تعويض الخسائر التعليمية الناجمة عن الجائحة”، وقال فيها "إنه ومع انتشار المتحور "اوميكرون” ربما تستسلم المزيد من الحكومات لإغلاق المدارس”.
واضاف البنك في مدونته المنشورة على صفحته الرسمية على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر” مؤخرا، انه "ربما يتسبب اغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا في دفع فقر التعلم والمقصود به نسبة الاطفال في سن العاشرة الذين لايستطيعون قراءة نص اساسي الى الارتفاع لنحو 70 % في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وفق تقديراته”.
ووفق المدونه "قد يتكبد جيل كامل من اطفال المدارس بسبب خسارة التعلم على هذا النحو ما يقرب من 17 تريلون دولار اميركي من دخلهم على مدار حياتهم”.
ما يدعو الى قليل من الطمأنينة ان الفصل الدراسي الاول لهذا العام الدراسي ترافق مع انتشار متحور كورونا "دلتا”، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بالمتحور "الباعث على القلق”، بسبب زيادة قابليته للانتشار وزيادة قدرته على التسبب في شكل حاد من المرض، الا ان "التربية” مضت قدما صوب التعليم الوجاهي واعدت سيناريوهات للعودة الامنة للمدارس.
وفيما يتعلق بسيناريوهات العودة الآمنة للمدارس وفق ما نص عليها البروتوكول الصحي للعام الحالي، هناك 3 سيناريوهات وهي سيناريو التعليم الوجاهي اليومي للمدارس التي تحقق مسافة متر واحد لكل طالب داخل الغرفة الصفية، والسيناريو الثاني للمدارس التي تشهد اكتظاظا ولا توفر المسافة السابقة، وهذه ستذهب إلى التعليم المدمج الذي يمزج بين التعليم الوجاهي، وعن بعد، بحيث يتم تقسيم طلبة الشعبة الواحدة الى مجموعتين يتم التناوب فيما بينهما خلال ايام الدوام.
أما السيناريو الثالث فيطبق في حالة ظهور الإصابة بفيروس كورونا، حيث يتم تحويل الطالب المصاب من التعليم الوجاهي الى التعليم عن بعد لمدة 14 يوما.
بيد ان ظهور متحور "اوميكرون” الجديد في المملكة، وبدء انتشاره في العالم، اثار التساؤلات حول امكانية العمل بنظام التعليم الوجاهي في الفصل الدراسي الثاني، أم انه سيتم اللجوء لنظام التعليم عن بعد، ومدى القدرة على تحقيق التوازن بين المطلب الصحي والتعليمي؟.
وبينما صنف متحور اوميكرون بانه ذو اعراض بسيطة الا انه سريع الانتشار، حذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا من توصيف متحور "أوميكرون” بأنه معتدل، وقالت "إنه يودي بحياة أشخاص في شتى أرجاء العالم”.
وبينت المنظمة انه "فيما يبدو أوميكرون بالفعل أقل خطورة مقارنة بالمتحور دلتا، خصوصا لدى الأشخاص الملقحين، لا يعني ذلك أنه يجب أن يصنف على أنه خفيف”.
الامين العام لوزارة التربية والتعليم للشؤون الادارية والمالية الدكتورة نجوى القبيلات قالت "إن الوزارة ما تزال في طور جمع الملاحظات والتغذية الراجعة حول البروتوكول الصحي للعودة الآمنة الذي كانت قد نفذته خلال الفصل الدراسي الاول في المدارس”.
واضافت القبيلات في تصريح خاص لـ”الغد” ان الوزارة تتابع مع وزارة الصحة مستجدات الوضع الوبائي في المملكة وللآن لم تعلن عن اي توجهات بشأن الفصل الدراسي الثاني.
إلى ذلك، دعا خبراء تربويون وزارة التربية والتعليم لتأجيل بداية الفصل الدراسي الثاني بحد ادنى لمدة شهر ليبدأ في شهر آذار "مارس” المقبل، بدلا من الاول من شباط "فبراير” المقبل، كأحد الخيارات لمواجهة متحور اوميكرون السريع الانتشار.
الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة قال "إن جميع التصريحات الصادرة عن وزارة الصحة تشير الى ان الموجة الرابعة ستكون ذروتها الشهر المقبل مع بداية الفصل الدراسي الثاني”.
واضاف "ان وزارة التربية مضت في التعليم الوجاهي الفصل الدراسي الاول رغم وجود متحور دلتا المعروف بسرعة انتشاره واعراضه الشديدة الامر الذي يدفعنا للاستمرار بالتعليم الوجاهي في الفصل الدراسي الثاني في ظل متحور اوميكرون المعروف بسرعة انتشاره”.
واقترح النوايسة في تصريح لـ”الغد” على الوزارة "ان تقوم بإزاحة بداية الفصل الدراسي الثاني لبداية شهر آذار "مارس” المقبل بدلا من 1 شباط "فبراير” المقبل”، معتبرا ان "هذا المقترح سيسهم في الحفاظ على سلامة وصحة الطلبة، نظرا لظروف جائحة كورونا، الامر الذي سيقلل نسبة ارتفاع عدد الإصابات بالمدارس حيث تزداد فرص العدوى خلال فترة الشتاء”.
وبين النوايسة ان "تأجيل الدوام لشهر آذار (مارس)، سيمكن الوزارة من المضي في التعليم الوجاهي خاصة وان ذروة الانتشار تكون بدأت في الانحسار وبدأت الظروف الجوية في الاستقرار والتحسن”.
ورأى النوايسة ان "خيار تأجيل الفصل هو الانسب في ظل ان نسبة تلقي المطعوم لدى الطلبة لم تتجاوز 100 الف طالب وطالبة وهي نسبة قلية بالنسبة للفئة المستهدفة من 12 الى 17 عاما”.
وبين ان "التعلم عن بعد خلال عام ونصف كشف عن فاقد تعليمي كبير لدى الطلبة، لذلك فإن تأجيل الفصل هو افضل خيار لديمومة التعليم الوجاهي مع مراعاة الاشتراطات الصحية من تباعد جسدي وارتداء الكمامات والاقبال على تلقي المطاعيم المضادة لفيروس كورونا”.
وشاركه بالرأي الخبير التربوي صالح بركات الذي اقترح "تأجيل الفصل الدراسي الثاني بحد ادنى لمدة شهر ليبدأ في آذار "مارس” المقبل”، داعيا الوزارة "لاعتماد نظام الفصل الثالث بحيث يبدأ في شهر آب "اغسطس” المقبل كما هو مطبق بالجامعات والمعروف بالفصل الصيفي وذلك لتعويض الطلبة عما فاتهم خلال العام الدراسي الحالي”.
واكد بركات ان "التعلم عن بعد يجب ان يكون الخيار الاخير للوزارة كون الاخطار الناجمة عن هذا النوع من التعليم كبيرة وسيدفع النظام التعليمي ثمنا باهظا، وان التعليم الوجاهي افضل بكافة المقايس من التعلم عن بعد”.
وتابع "ان كان تأجيل الفصل الدراسي الثاني لمدة شهر سيكون حلا للحد من انتشار الوباء فيجب المضي صوبه”، معتبرا "ان هذا القرار في حال اتخذ فيجب ان يكون مدروسا بشكل جيد وانه سيخفف من انتشار الوباء”.
الغد