د. بشر الخصاونه .. شكراً

خاص / حسن صفيره
لا شك ان منصب رئيس الوزراء في اي بلد له ميزة خاصة وان ما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات وقرارات يتم التعامل معها بمنتهى الاهمية والجدية وان لمؤتمراته الصحفية وما ينتج عنها ابعاد اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية وما يقوله خلالها يعتبر خارطة طريق لوزراءه وموظفيه في الحكومة بكافة درجاتهم ومسمياتهم بصفته الرئيس الفعلي للجهاز التنفيذي في الدولة.

المؤتمر الصحفي الاخير للرئيس د. بشر الخصاونة جاء في وقته وزمانه وكانت المواضيع المطروحة والمعالجة هي ما يتم التهامس بها بالفعل بين النخب السياسية وحتى جمهور العامة وكان لابد لرئيس الحكومة ان يضع النقاط على الحروف بحرفية يحسد عليها عن الإجراءات والبرامج المرسومة لتعزيز الإصلاحات الإدارية والاقتصادية مع التزامن في الخطوات الجادة للتحديث السياسي الذي اعلنها صراحة انه لا رجعة فيها ولم يغفل ايضا عن طرح التفكير الجدي لدى اصحاب القرار لإعادة دراسة احياء مشروع المدينة الإدارية والنتائج الايجابية لها .

الخصاونة تناول مشكلات القطاع  الزراعي وما يواجهه المزارع الاردني من صعوبات وتحديات جعلته يعاني خلال السنوات الماضية واعدا بوضع خطة فاعلة لتمكين القطاع الزراعي من تجاوز المحن واخراجه من غرفة الانعاش التي لازمته خلال وما قبل جائحة كورونا ومع توقف الصادرات الزراعية قصرا وارتفاع اسعار الاعلاف والاسمدة والشح في مصادر المياه وتطرق الخصاونة في مؤتمره للقطاعات ذات المساس المباشر مع الاستثمار والتشغيل والروافع الاقتصادية وتم طرح العديد من التسهيلات الاستثنائية للنهوض بالمستوى المعيشي للمواطن الاردني .

كما ذكر الخصاونة عن التوجه لدمج عدد من الوزارات أو الاختصار في عدد الوزراء وذلك لتقليص النفقات وضبطها وتناول ملف الاصلاح الاداري الذي قال بانه بدأ بالفعل داخل الجسم الحكومي وهو محكوم بمدة زمنية محددة وعلى جانب آخر فقد اشار الخصاونة الى الاهداف الجوهرية للتعديلات الدستورية هو في تمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية بعد تخفيض السن المشترط في الدخول للانتخابات النيابية وغيرها.
 
وطمأن الرئيس الخصاونة الاردنيين على سلامة الدينار الاردني وقوته بعكس ما يتداوله الطابور الخامس من قرب انخفاض قيمته السوقية وتدهور وضعه على سلم العملات كما واعلن الخصاونة عن تخفيض الرسوم الجمركية لعدد من السلع الاستهلاكية والتي يهتم بها المواطن العادي كما عرج على التعرفة الموحدة لاسعار الكهرباء والتي ذكر بانها لن تمس الشرائح المتوسطة وذوي الدخل المحدود.

تطمينات الرئيس وكلامه ومجمل لقاءه الصحفي بوجهة نظري المتواضعة جاء على درجة عالية من الاهمية والمصداقية خصوصا وان الشعب الاردني بات عرضة هذه الايام لتنفيسات النخب السياسية الفاسدة التي تعتاش على الاشاعات السلبية ودس الفتن عبر صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي ولكل منهم غرضه السياسي او الاقتصادي ولكن الرئيس وبمؤتمره الصحفي يكون قد قطع الطريق على الجميع ووضع حداً للتأويلات والارهاصات واهم من هذا كله انه اراح المواطن وازاح الغمة التي كانت تعتلي صدره وانا درب الحكومة لقادم الايام التي سيكون بأذن الله افضل مما هي عليه الان .