كازاخستان بين القومية والمحمية
حازم قشوع _تعيش كازاخستان ازمة حقيقية ليست ذاتية بدوافعها الكلية وان كانت تبدو كذلك نتيجة حالة الانقسام بين القوميين والديموقراطيين والليبراليين الذين يتزعم الرئيس قاسم توكاييف لكنها فى مضمونها تقع بين ضمن اسقاطات حالة الشد والضغط التى يتعرض اليها اقليم اسيا الوسطى وهو يقبع بهذه الفترة بين ترسيم القومية التركية التى نحجت إسطنبول فى ايجاد مركز لتشكيلها على امتداد اسيا الوسطى وبمجتمعاتها الخمسة وبين دوائر المحمية الروسية التى لا تريد لاحد ان يدخل فى حاضرة محميتها الاستراتيجية الامنية .
وما بين العمق التركي ذي الابعاد القومية واحلام الناتو التركي لاعادة تشكيل الإمبراطورية العثمانية ومقاييس الامن الروسي الذى يريد ان يعيد بسط نفوذه بمحيطه فى اوكرانيا وكازخستان كما فى بقية الجمهوريات التى كانت سوفياتية تعيش كازخستان ازمة منهجيه بين مؤيد للتيار الامنى ذو القوة الاستراتيجية الروسية ومناصر للمد القومي بابعاده الاثنية وعناوينه الاسلامية الامر الذى يجعل من المسالة الكازاخية حالة اقليمية ان لم تكن اممية.
وهذا ما يجعل الحالة الكازاخيه بحاجة الى روافع اخرى تساندها حتى تستطيع ان تحدث ذات التوازن تنشدة حالة الاستقرار بين قطبي معادلة الشد فى المعادلة الناشئة التى كان يمارسها باقتدار الرئيس السابق نور نزار باييف وهو الزعيم الذى كان يجيد كيفية التعامل واليات التعاطي مع القوى المحيطة ولقد استطاع ان ينشا مدينة استنا لتكون العاصمة لكازاخستان لتكون بمنىء عن حالة التجاذب بدلا من الماتا مسقط راس الرئيس قاسم توكاييف التى كانت قريبة من الحدود التركية .
ليس إسطنبول وموسكو فقط من يدخل لاعب رئيس فى هذه المسالة لكن الصين ايضا لها دور بما يحدث لانها ستقطع الخط الواصل على الامة التركية من الوصول الى تركستان الشرقية فى الصين التى تقع على حدود الناتو التركى طور التشكيل وهذا ما يجعل من المصالح الصينية والروسية تلتقى فى دعم قاسم توكاييف فى تحقيق الغلبة للمحمية الروسية على القومية التركية الا اذا كانت هنالك نصرة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة او من ايران من واقع طاجيكستان ذات الاثنية الفارسية لكن التدخل العسكرى الروسي يبدوا انه استطاع ان يبرهن وجوده ويثبت اوتاده فى كازاخستان كما فى اوكرانيا والسؤال الذى يسالة الكثيرون من المراقبين ماذا بعد كازاخستان فى ارساء قواعد المحمية الروسية هل ستكون اذربيجان تمهيدا للوصل مع سوريا هو السؤال الذى سيبقى برسم الخطوة القادمة الروسية