"بقايا رغوة" للروائي والكاتب جهاد الرنتيسي تعيد القارئ الى مناخات النزوح الذي اعقب الاحتلال العراقي للكويت
تدور احداث الرواية المهداة الى الروائيين الراحلين مؤنس الرزاز وجمال ناجي في عمان بداية التسعينات، وتستعيد من خلال تداعيات شخوصها مراحل مهمة من تجربة الفلسطينيين في الكويت، وتأثرها بالمنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية.
وتحضر في الرواية مظاهر تحولات الوجود الفلسطيني في الكويت الذي اخذ اشكالا متعددة خلال عقود سابقة للتسعينات والظروف التي رافقت نزوح جاليات عربية من تلك البلاد .
وفي رده على سؤال لـ " " قال الرنتيسي ان الرواية بداية لمشروع يمتد الى اربعة اجزاء يتناول تلك التجربة.
واوضح ان فكرة مشروعه الروائي تعود الى ما قبل ذلك النزوح بسنوات حيث بدأ برصد تفاصيل الحياة اليومية للناس وتفاعلاتهم مع قضية الشعب الفلسطيني واثر تلك القضية على حياتهم اليومية.
واضاف انه يمكن اعادة الفكرة الى رواية رجال في الشمس للروائي الراحل غسان كنفاني مشيرا الى ان " معلمنا واستاذنا كنفاني انتهى بروايته عند الحدود الكويتية بموت ابطاله في الخزان " لكنه انتقل بمشروعه الروائي فيما بعد الى مطارح اخرى اثرت المشهد الروائي العربي، مشددا على ان كنفاني لم يدخل في تفاصيل حياة الفلسطينيين في الكويت.
في سؤاله عن دقة ربط روايته برواية كنفاني قال الرنتيسي يشرفني الارتباط بهذه الايقونة، كان كنفاني احد الذين تأثر بهم جيلنا، تعود له الريادة في نقد ترك الناس لبلادهم وهجرتهم المهينة الى الصحاري البعيدة بدلا من مواجهتهم لواقعهم، في استشهاده دروس اخرى علمتنا على الثبات، لكن روايته رجال في الشمس توقفت عند حدود العالم الذي تدور حوله بقايا رغوة، بمعنى ان للروايتين عالميهما المختلفين بفعل المكان والزمان والاحداث واختلاف البنية ايضا.
لبس الاجابة فرض طرح السؤال بشكل اخر على الرنتيسي الذي قال بان " مقارنة الروائيين الفلسطينيين بكنفاني من قبل النقاد، تعود ذلك الى حضوره الطاغي في الرواية الفلسطينية، اثره على الكتاب اللاحقين، مما يعني الربط بشكل او بآخر، واظن ان التقائي معه بالفكرة ومكان الحدث فتح شهية الذين قراوا الرواية للمضي قدما في المقارنة".
هل نفهم من ذلك انها جرعة زائدة من الجرأة في المشهد الروائي العربي الذي تناول القضية الفلسطينية، سألنا الرنتيسي، الذي اجاب بضرورة مواجهة التاريخ الرسمي، والبحث عن تاريخ اخر مختلف يتيح الاجابة على الاسئلة، ومقدمات خراب الواقع دون الخوف من الدهشة.
حضور الجنس في الرواية من خلال بطلتها غادة الاسمر لافت للنظر، محكوم بظروف مختلفة، مما يثير الاسئلة التقليدية التي تطرح في مثل هذه الاحوال، وقد يكون سببا لنقد مستقبلي من قبل النسويات، الامر الذي يبرره الرنتيسي بأن " الجنس موجود في حياة البشر منذ وجود الانسان على الارض، شخوص الرواية ليسوا استثناء، مكانة غادة الاجتماعية والسياسية لا تضعها في منأى عنه، وصفت الجنس كما هو، لم يكن مبتذلا، ولا اقصد الاثارة".