كيف تُقدّر رصيدك البشري في الانتخابات

الدكتور: رشيد عبّاس
تقدير الرصيد البشري لك في الانتخابات بشكل عام من الاشياء المثيرة للجدل, والإجابات عن مثل هذا التقدير يحتاج إلى شيء من التروي والتأني في الإجابة, وبالتحديد أقصد هنا كيف يمكن لك أن تقدّر رصيدك البشري في الانتخابات من خلال معرفة من هو معك ومن هو ليس معك؟ في الانتخابات بشكل عام, أن تقدير رصيدك البشري في الانتخابات بشكل عام يحتاج إلى ما يسمى بقياس الرأي العام في المدينة أو في القرية أو في المخيم التي تسكن فيها أو تقع ضمن دائرتك الانتخابية, أو ربما اية تجمعات أخرى انت معني فيها في الانتخابات.  
هناك الكثير من العبارات التي نسمعها في أجواء الانتخابات يرددها البعض وقد تكون ليس لها معنى, وإنما تعبئة مجالس, وتعمير دواوين فقط, ومن الامثلة على ذلك عبارات من نوع (لعيونك يا أبو سالم), (حنا فزعتك يا أبو راشد), و(أبشر يا أبو سارة), و(يكرم شاربك يا أبو علي), و(لا يكونلك فكر يا يم حابس), و(أنا ولي أمون عليهم  يم عليان بجيبتك الصغيرة) إلى غير ذلك من عبارات..كل ذلك كلام لا يسمن ولا يغني من جوع, مثل هذه العبارات لا تعكس باي شكل من الاشكال الواقع الحقيقي لرصيدك البشري من الانتخابات, بمعنى لا تعكس الرأي العام الحقيقي الذي يعمل ويصب لصالحك الانتخابي.
 فالرصيد الحقيقي في عالم الانتخابات لا يمكن ضبط معالمه, ويصعب التنبؤ به, ولغة الأعداد هنا قد تكون خادعة ومضللة, فهناك كثير من البشر من هو صادق وهناك من هو كاذب وبينهما من هو منافق, وهناك من يُباع وهناك من يُشترى, فكم من المرشحين خدعتهم الابتسامات الصفراء والعناق الحار, والمصافحات الطويلة.. وعند الصناديق (لحظة الحزم) تغيّرت المبادئ, وتراجعت المواقف, وتبدّلت النفوس للأسف الشديد.
كثير من البشر يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب, هذا النوع من البشر يتكاثر في كثير من المجتمعات، هم شخصيات أقل ما يقال عنها إنها مراوغة مخادعة منافقة, فهو يلقاك بحياء عثمان، ونقاء أبي بكر، وبقلب أبي لهب، وبلسان مسيلمة الكذاب, مبالغاتهم في الترحيب والتطبيل والحفاوة والتكريم تمثيلية فائقة الإتقان ومكتملة الأركان تجعلك مشدوداً إليهم بلا تفكير، كثيراً ما نُخدع بكلامهم المعسول وأسلوبهم الرائع, فما أقبح أن يكون الإنسان ذا وجهين (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء).
هي محبة مبنية على مصالح دنيوية لا على أساس متين, وصدق الله سبحانه حيث قال: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين), فهم يلعبون على جميع الحبال، يتلونون في معاملاتهم، يتمايلون حسب المصالح، فمنهم جواسيس وخفافيش ظلام، ومنهم إعلام مغرض، يخططون ويرسمون مخططات شيطانية، مطامعهم فوق كل شيء، وأقوالهم تناقض أفعالهم.
رصيدك في الانتخابات عليك أن لا تبالغ في قول كثير من البشر, وعليك أن لا تبالغ في تعليق اليافطات, ولا تبالغ في تقديم المأكولات والمشروبات للحضور, ولا تبالغ في كثير من أبواب الصرف والكرم المهدور, عليك فقط الاستماع جيداً للشباب أكثر بكثير من الاستماع للكبار مع احترامي وتقديري الشديد للكبار..كبار السن. 
وتنطبق هنا بعض الامثال العربية القديمة على قياس الرأي العام نوعاً ما: (خذ علوم الدار من يِهّالها), و(خذ أخبار الدار من الأطفال، فهم لا يكتمون شيئاً), و(خذ أخبارهم من صغارهم), وهذا يعني أننا يمكن لنا قياس الرأي العام تجاه رصيدك البشري تجاه الانتخابات بعيداً عن طريقة التقصي والاستبانات واخذ العينات بالطرق العلمية المعروفة في ذلك, وذلك عن طريق حديث الشباب وانطباعاتهم ونقاشاتهم الاجتماعية, كون فئة الشباب هي الأكثر احتكاكاً مع أفراد المجتمع وليس لديهم مهارات المراوغة وتغيير الحقائق أو قلبها.
وبعد..
من فئة الشباب خذوا صور واضحة عن رصيدكم البشري الحقيقي في الانتخابات, فهم أصدق فئة لقياس للرأي العام وإعطاءكم صورة واضحة المعالم لا غبار فيها, فهم لا يحتاجوا إلى مساند أو مراكي ضغط عالي للكتف او للظهر,..كيف لا و عبارة (إنما نُصرت بالشباب) ما زالت ماثلة امامنا.