الحكومة شكلها محسودة ...
سعيد الصالحي
الهزة التي تعرضت لها اليوم وأنا أشتري بعض السلع الأساسية بسبب إرتفاع أسعارها فوق مستوى الفهم فاقت بكثير الهزة الأرضية التي تعرضت لها المملكة مساء يوم السبت، فليت هذه الهزة الأرضية التي مرت بردا وسلاما على أهلنا قد مارست هوايتها بتحطيم الأسعار ودك حصون الجشع فوق رؤوس أهلها.
فقد تعلمنا من هذه الحياة أن الهزات التي لا تقضي علينا ولا تنال منا تقوينا، ولا بد أن هذه المقولة تنطبق على الأسعار أيضا التي دبت فيها الروح وأرتفعت محلقة فوق امكانياتنا، ولم تستطع أن تكبح جماحها كل الوعود والمحاولات الحكومية للسيطرة عليها مثلما كانت تفعل في ثماننيات القرن الماضي عندما كنا نجد الأسعار العليا والدنيا للكوسا والباذنجان العجمي والرفيع والفقوس في صفحات الصحف اليومية وكانت قائمة الأسعار تراعي المواسم والمشاعر في تلك الفترة، أنا لا أتغنى في الماضي ولست مصابا بالنستوليجيا ولكنني أحاول الهروب للخلف حين كانت الحكومة فيما مضى تحاول أن تمارس دور الأب، هربا من الحكومات التي تمارس دور زوج الأم.
على ما يبدو أن الأسعار ليست بحاجة إلى هزات طبيعية بل هي بحاجة إلى عمل فالرجاء ارشادنا إلى خبير يعمل لنا حجاب وعمل لنواجه هذه الأسعار وبذات الوقت أرى ان نهدي الحكومة خرزة زرقاء لأنها على ما يبدو محسودة ويجب أن نخزي العين التي أصابتها.