ما هي الاسباب الحقيقية لأنسحاب "الاخوان المسلمين" من الأنتخابات ..؟؟

خاص : حسن صفيره
ما ان اعلن حزب جبهة العمل الاسلامي قراره بتعليق المشاركة في الانتخابات البلدية وعضوية مجلس امانة عمان ومجالس اللامركزية الا وتناولت الخبر كبريات المحطات الفضائية ووكالات الصحافة الالكترونية والورقية وحتى شبكات التواصل الاجتماعي فقد ضجت صفحاتها هي الاخرى بهذا القرار وانقسمت بين مؤيد ومعارض والبعض كان مستهجناً هذا التصرف الذي لم يتم الافصاح عن مسبباته وتداعياته الحقيقية .

لقد درجت العادة لدى جماعة الاخوان المسلمين بان يعزو اسباب فشلهم في اي انتخابات بالتهم الجاهزة التي يحاولون الصاقها بالدولة واجهزتها وتولى قسم الاشاعة لديهم في التحدث عن وجود التزوير المسبق والتدخل الواضح لصالح مرشحين على حساب مرشحيهم ويذكرون في بياناتهم عن وجود تضييق واستهداف لعناصرهم وسرعان ما يشكلون الشماعة وينصبون الحبال لنشر غسيلهم الممزق والمهتريء والذي اصبح مكشوف للجميع كعين الشمس ولا حاجة لشرح او توضيح من احد واصبحت اسطوانتهم مشروخة واصواتهم نشاز ومبرراتهم واهية لا اساس لها من الصحة. 

اليوم يطل علينا الاخوان المسلمين وعبر ذراعهم السياسي (حزب جبهة العمل الاسلامي) ليعلنوا عن تعليق مشاركتهم في انتخابات الحكم المحلي ويصدرون بياناً فيه من الاتهامية المسبقة الرعناء لامكانية حدوث التزوير بل ويسوقون في التشبيه بانتخابات البلدية عام ٢٠٠٧ وما جرى فيها وانهم يتوقعون تكرار نفس السيناريو ونسي منظموا البيان ان الانتخابات المذكورة كانت تجري على اساس تسجيل الناخبين من خلال لجان مختصة وليس كما هو حاصل اليوم بحيث تم تخطي هذه المرحلة بادراج جميع المواطنين فوق السن القانوني في جداول الناخبين ولا مجال للعب في هذه البيانات او التدخل بهذه الجداول .  

اذا ما هي الاسباب التي دعت اكبر الاحزاب السياسية لاتخاذ مثل هذه الخطوة الانهزامية ..؟؟ ومن هي الجهة المستفيدة من تعهير العرس الديموقراطي ..؟؟ وهل جاء القرار من داخل حدود الوطن ام هو على شكل اوامر من الخارج ..؟؟ ولماذا تم الزج بما حصل في مجلس النواب وعقوبة نائبهم بانتخابات البلدية ..؟؟ ولماذا ربط بيانهم هذه الانتخابات بالانتخابات النقابية ..؟؟ وما هي العراقيل التي وضعتها الدولة ويكذبون بها ..؟؟ كل هذه الاسئلة وغيرها بحاجة الى اجابات شافية ووافية من قيادات الحزب ورموزه لعل المواطن يقتنع بالاسباب والمسببات التي ساقتها لجنة الانتخابات في هذه الجماعة.

خلاصة الحديث والواضح للشارع الاردني ان هنالك اسباب حقيقية دعت الحزب لاتخاذ قرار الاحجام عن المشاركة اولها ان اعضاء الجماعة يعيشون ومنذ فترة بحالة من التخبط ولديهم ازمة كبيرة في الاسماء المنوي طرحها للمنافسة وان هنالك صراعات داخلية بين اعضاء الحزب للانقضاض على المكتسبات والمناصب كما ان شعبية الحزب بين الاواسط المجتمعية تعاني من تراجع كبير في حجم المؤيدين والمتعاطفين الذين اكتشفوا متأخراً الخداع الذي مورس عليهم خلف عباءة الدين وهذا من شأنه ان يعرضهم لخسائر فادحة كما حصل في الانتخابات النيابية الاخيرة والتي تم هزيمتهم فيها بصورة مذلة ومهينة مع العلم انهم سلموا بشفافيتها ونزاهتها.

نعم وهذه حقيقة وليست خيال بحدوث انكسارات كبيرة لجماعة الاخوان المسلمين سواءا على مستوى عالمي او اقليمي او حتى داخلي وهم بامس الحاجة الان لاجراء عمليات بروبوكندا اعلامية للخروج من مأزقهم الذي وضعتهم فيه صقورهم ومجانينهم ورعنائهم وباتوا فاقدي للبوصلة والهدف ويتوهمون بمقدرتهم للي ذراع الدولة الاردنية بعدم المشاركة في الانتخابات  محاولين الحصول على مكتسبات وميزات من تحت الطاولة بعد ان غابوا تماماً عن الساحة العربية والعالمية وهذا الامر بالتأكيد بعيد عن منالهم ورغباتهم فالاردن قيادة وحكومة واجهزة وشعباً يرفضون العبث بدولتهم وتاريخها ونظامها ولن يرضخوا للضغوطات ولا يمكن ان ينساقوا وراء المهاترات .

وللحديث بقية ...