حراك دبلوماسي قطري لحلحلة الأزمة الروسية- الأوكرانية وملف إيران
تقود قطر جهوداً دبلوماسية متعددة لحلحلة أزمات المنطقة، وخفض حدة التوترات بسبب الأزمات الإقليمية والدولية، على غرار الصراع الروسي الأوكراني والغربي والملف النووي الإيراني، إلى جانب تطورات الوضع في أفغانستان.
ومن الدوحة إلى طهران وكابول وبروكسل وواشنطن، تتحرك قطر في جميع الاتجاهات للتوصل إلى تفاهمات دولية تسهم في خفض التوترات الإقليمية والدولية.
وسيكون الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أول زعيم خليجي يزور واشنطن في عهد رئيسها الحالي جو بايدن، وهي الزيارة التي تأتي في وقت حساس جداً مع التطورات المتسارعة في الأزمة الروسية الأوكرانية الغربية.
وعبّر البيت الأبيض عن تطلعاته لهذه الزيارة وأهميتها وأبرزها بشكل واضح، انطلاقاً من الدور المحتمل الذي تلعبه قطر في هذا المجال ودعم الحوار السياسي بين مختلف الأطراف، انطلاقاً من علاقاتها المتوازنة التي تربطها بالفاعلين الدوليين.
ويناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، التحديات والقضايا الدولية الراهنة وعلى رأسها أمن الطاقة على ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية.
ووصف الديوان الأميري القطري لقاء الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، مع الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة في العاصمة واشنطن، يوم الاثنين الموافق 31 يناير/ كانون الثاني الجاري بـ”الهام”.
البيت الأبيض من جانبه اعتبر محادثات الشيخ تميم بن حمد مع الرئيس جو بايدن بـ”المحوري” كونه سيتناول عدداً من القضايا منها أمن الطاقة العالمي، وسط مخاوف بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وتأتي زيارة الشيخ تميم، وهي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، في الوقت الذي تبحث واشنطن مع الدول والشركات المنتجة للطاقة تحويلاً محتملاً للإمدادات إلى أوروبا إذا غزت روسيا أوكرانيا.
اعتراف أمريكي بدور قطر
الرئيس الأمريكي سيشكر الشيخ تميم على ما وصفه البيت الأبيض بـ”جهود قطر الاستثنائية والمستمرة لضمان عبور آمن للأمريكيين وغيرهم من أفغانستان”.
وسبق أن أوفد بايدن إلى الدوحة عدداً من المسؤولين نقلوا هذا الاعتراف وشددوا على علاقة الولايات المتحدة بقطر التي تلعب دوراً حيويا في إحلال السلام.
كما أكد البيت الأبيض أن الرئيس بايدن يتطلع إلى زيارة الشيخ تميم المهمة، ويشدد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وقطر.
الملف النووي الإيراني
تتزامن زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لواشطن مع لقاءات أجراها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة الإيرانية طهران.
وتكشف مصادر رسمية أن قطر تلعب دوراً فعالاً في خفض التوتر في الخليج، ودعم جهود الحوار الإيرانية الغربية التي تجرى حالياً.
وتأتي زيارة وزير الخارجية القطري لطهران، بعد أن قال نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن إيران مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن إذا شعرت بإمكانية التوصل إلى "اتفاق نووي جيد”.
وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على أهمية "تعميق العلاقات بين دول المنطقة” في لقائه مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي دعا الرئيس الإيراني لحضور قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في فبراير/ شباط في الدوحة.
ويعوّل أن تلعب الدوحة دوراً في تقريب وجهات النظر بين إيران والدول الغربية وحلحلة الأزمة، والتوصل لحلول من شأنها خفض التوتر.
وأجرت الولايات المتحدة وإيران ثماني جولات من المحادثات غير المباشرة في فيينا منذ أبريل/ نيسان بهدف إحياء الاتفاق الذي رفع العقوبات عن إيران في مقابل تقييد برنامجها النووي.
دعم جهود السلام في أفغانستان
تواصل قطر لعب دورها الحيوي والمحوري في دعم جهود السلام في أفغانستان التي ساهمت إلى حد كبير في إنهاء حربها.
وأعلنت الدوحة مؤخراً: "اختتام اجتماع ثلاثي لوفود من قطر وتركيا وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية”، حول إدارة وتشغيل مطار كابول الدولي.
الاتفاق تم على مجموعة من المسائل الرئيسية حول كيفية إدارة وتشغيل المطار، وهو ما من شأنه يسهم في عملية دعم جهود الإعمار وإيصال المساعدات. ويأتي الاجتماع استمراراً للمباحثات السابقة التي جرى آخرها بين الأطراف الثلاثة في العاصمة الأفغانية كابول.
ويكتسب مطار "حامد كرزاي الدولي” في كابول، أهمية في كونه الرابط الجوي الرئيسي لأفغانستان غير المطلة على بحار في العالم، في وقت يواجه ملايين السكان أخطاراً إنسانية خاصة في فصل الشتاء.
ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، سيطرت طالبان على أفغانستان بالكامل، بموازاة انسحاب عسكري أمريكي من اكتمل نهاية الشهر ذاته.
القدس العربي